تفجير الحوثيين مسجدًا للسُنّة في اليمن.. ما القصة؟
ضجة كبيرة أثارها فيديو متداول على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي زُعم أنه يوثق تفجير المتمرّدين الحوثيين في اليمن لأحد المساجد في محافظة البيضاء، جنوب شرق العاصمة صنعاء.
يُظهر الفيديو المزعوم مشهدًا لتفجير مسجد للمسلمين السُنّة في منطقة قيفة رداع في محافظة البيضاء باستخدام متفجرات، بينما يُسمع في الخلفية صوت رجل يردد شعارات مرتبطة بجماعة الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران.
وتتبع جماعة الحوثي في اليمن مذهب الشيعة الزيديّة، ويتلقّون دعماً من إيران التي تتبع المذهب الشيعي الإثني عشري.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفيديو المتداول، وجاء في التعليقات المرافقة: "هذا مسجد معاوية! المسجد ليس في غزة إنما في اليمن، والمنفذ ليست إسرائيل بل الحوثي الذي يدعي بأنهم جماعة القرآن".
يأتي ذلك بالتزامن مع وقوع اشتباكات عنيفة بين المتمردين الحوثيين ومسلحين من قبائل منافسة في اليمن، حسب وسائل إعلام يمنية.
سياق مضلل
ولكن، الحقيقة أن الفيديو الذي يُزعم بأنه يوثّق تفجير الحوثيين مسجدًا للسنّة في اليمن، منشور في وسائل إعلام عربية وغربية في أكتوبر الماضي، ويُظهر تفجير جيش الاحتلال مسجدًا في قرية حدودية في جنوب لبنان أثناء الحرب التي اندلعت بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.
ويُسمع في الفيديو كلمات بالعبريّة قبل وقوع الانفجار داخل المسجد، من بينها العدّ التنازلي، وفي السياق المضلل تم إبدال الصوت إلى كلام بالعربية يشبه الهتافات المعروفة للمتمرّدين الحوثيين في اليمن.
يشار إلى أن المواجهات بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال بدأت بشكل محدود بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر2023، وتصاعدت الاشتباكات تدريجيًا لتتحول إلى حرب مدمرة في أواخر سبتمبر 2024، قبل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي.
خلال هذه الفترة، نفذ جيش الاحتلال عمليات تدمير واسعة استهدفت مبانٍ وأحياء في القرى الحدودية اللبنانية.
ووقعت عمليات تفجير إسرائيلية في ما لا يقل عن سبع قرى حدودية بين 20 و31 أكتوبر الماضي، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 6000 مبنى تأثرت بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك تدمير تسعة مواقع دينية على الأقل.