خريطة الفصائل المسلحة في سوريا.. هل تنجح عملية الحل والدمج؟
أسفرت سلسلة لقاءات في العاصمة دمشق، بين قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، وزعماء الفصائل المسلحة، خلال الأيام الماضية، عن اتفاق بين هذه الأطراف على حل الفصائل ودمجها في الجيش السوري الجديد.
ولكن، هل تنخرط الفصائل المسلحة بالفعل تحت مظلة وزارة الدفاع السورية، وترسيخ عهدٍ جديدٍ في سوريا بعد الإطاحة بحكم عائلة الأسد التي حكمت البلاد 53 عامًا؟
تعقيدات كبرى
تصطدم عملية الحل والدمج للفصائل المسلحة في الجيش السوري، بتعقيدات كبرى، بحكم تاريخ الخلافات، وجدل التبعية، والاختلاف في التوجهات.
ورغم العوائق، تبرز ضرورة عملية الحل والدمج لهذه الفصائل، باعتبارها خطوة مهمة في مسار طمأنة الداخل السوري والمجتمع الدولي، وطيّ صفحة 14 عامًا من الحرب الأهلية.
خريطة الفصائل المسلحة في سوريا
تنتشر الفصائل المسلحة في سوريا على مساحة البلاد التي تبلغ أكثر 185 ألف كلم مربع، في مناطق من الجنوب والشرق والشمال.
الفصائل المسلحة في سوريا هم خليط من مجموعات متمردة، بعضها كان معارضا لبعض في نقاط مختلفة من الحرب، ويأتي على رأسها هيئة تحرير الشام التي تقود مشروع الدمج في الجيش الجديد.
هيئة تحرير الشام
تتمركز هيئة تحرير الشام في الشمال السوري وهي صاحبة اليد الطولى هُناك، وسيطرت على السلطة لفترة طويلة في معظم إدلب وحلب.
وتعتبر هيئة تحرير الشام تحت لواء زعيمها أبو محمد الجولاني، وهي جماعة سنية تدعمها تركيا وصنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، المنظمة الخليفة لتنظيم القاعدة السابق جبهة النصرة.
كما توجد في المنطقة فصائل أخرى مثل الجبهة الشامية وفيلق الشام، وجيش الأحرار، وحركة أحرار الشام، وجيش العزة.
الجيش الوطني
الجيش الوطني السوري، وهو تحالف من القوات المدعومة من تركيا والتي استولت على مدينة تل رفعت شمال مدينة حلب.
وينخرط الآن في عمليات عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال وشرق البلاد.
قوات سوريا الديمقراطية (قسد)
هي تحالف من الميليشيات تشكلت عام 2015 بدعم من الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم داعش، وعدد مقاتليها ما بين 50 إلى 60 ألفاً.
ووفق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، كان الأكراد يُشكلون 40% من قوات سوريا الديمقراطية، بينما العرب يمثلون 60% في مارس 2017.
حركة رجال الكرامة
تعتبر حركة رجال الكرامة التي تتمركز في محافظة السويداء جنوب سوريا، الفصيل العسكري الأكبر عدداً والأكثر تسلّيحاً في هذه المنطقة.
الفيلق الخامس واللواء الثامن
الفيلق الخامس واللواء الثامن فصيلان عسكريان شكلهما الروس عام 2018 بعد سيطرة القوات الحكومية على درعا جنوب سوريا، وهما الجهة العسكرية الأقوى في هذه المحافظة.
وحينها برز اسم أحمد العودة، ليكون حليف الروس في هذه المنطقة، ولكن مع إعلان إدارة العمليات العسكرية السيطرة على درعا في 6 ديسمبر 2024، تغيّرت موازين القوى، ولم يعد العودة الرجل الأقوى.
وترفض بعض الفصائل حالياً في محافظة درعا أن يكون العودة ممثلاً لها، أو قائداً لغرفة عمليات الجنوب.
فصائل ريف دمشق
عادت فصائل ريف دمشق مع سقوط نظام بشار الأسد إلى الواجهة، لاسيما وأنها شكلت غرفة فتح الشام، التي شاركت مع فصائل درعا في غرفة عمليات الجنوب في السيطرة على دمشق.
ويعد وجود الفصائل المسلحة انتهى في هذه المحافظة بشكل كبير بعدما سيطرت القوات الحكومية عليها في بدايات عام 2018، وحينها كان جيش الإسلام المنتشر في الغوطة الشرقية من أقوى الفصائل.
جيش الإسلام
نزح هذا فصيل جيش الإسلام وغيره بعد سيطرت القوات الحكومية على ريف دمشق إلى الشمال السوري، وانضمّ إلى الجيش الوطني، بينما التحقت فصائل أخرى بهيئة تحرير الشام.