بالأرقام| نشاط زلزالي مكثف يهز إثيوبيا.. كيف يؤثر على سد النهضة؟

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي

وسط مخاوف من كارثة كبرى محتملة في إثيوبيا، هزت سلسلة من الزلازل مناطق عفار وأوروميا وأمهرة، بينها زلزال بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر، وقع على بعد 142 كيلومترا شرقي العاصمة أديس أبابا، وعلى عمق ضحل بلغ 10 كيلومترات، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي. 

وتعرضت المنطقة نفسها إلى زلزال بقوة 5.5 درجات على مقياس ريختر، وسلسلة زلازل أقل قوة تجاوزت الثلاثين زلزالا على مدار الأسبوع الماضي، وفقاً للمركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل.

وبعد أشهر من النشاط الزلزالي المكثف، وقع انفجار بركاني بالقرب من سينيتيونو في منطقة عفار شمال شرق إثيوبيا، وفي حين توقف الدخان عن التصاعد من البركان، لا يزال تدفق الحمم البركانية مستمرًا، ما أدى إلى نزوح السكان في حالة من الذعر، وفق هيئة الإذاعة الإثيوبية.

وأظهر فيديو نشره المعهد الجيولوجي الإثيوبي على صفحته على فيسبوك، تصاعد الدخان والغبار من فوهة بركان بجبل دوفان، الواقع في منطقة أوّاش فينتال التي تأثرت بنشاط الزلازل في إثيوبيا مؤخرا.

وسجل المعهد الأمريكي للجيوفيزياء منذ أواخر سبتمبر أكثر من 67 زلزالًا في المنطقة، تركزت بشكل رئيسي في منطقة أوّاش فينتال، التي تعد جزءًا من خط الصدع الإثيوبي الرئيسي.

 وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، فإن الزلازل المتعددة التي تتراوح قوتها بين 4.3 و5.1 درجة على مقياس ريختر، وقعت حول بركان جبل دوفان.

ويقع جبل دوفان، وهو بركان خامد، في وسط هذه المنطقة الزلزالية، وبات نشاطه مثيراً للقلق بشكل متزايد.

 وأفاد المعهد الجيولوجي الإثيوبي بتدفق المياه والبخار من جبل دوفان في أعقاب الزلزال. 

وتعد الزلازل شائعة في إثيوبيا بسبب موقعها على طول الوادي المتصدع الكبير، من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا في العالم.

وتنجم الهزات والثورات البركانية عن توسع الصفائح التكتونية تحت الوادي المتصدع.

ويتوافق النشاط الزلزالي مع السلوك التاريخي لبركان فنتالي الذي ثار آخر مرة في عام 1820، وأنتج تدفقات من الحمم البازلتية من شق على جانبه الجنوبي البالغ طوله 4 كيلومترات.

ويقع بركان فنتالي في الطرف الشمالي من الصدع الإثيوبي الرئيسي وهي منطقة نشطة تكتونيًا بواسطة نظام الصدع في شرق إفريقيا.

ويعد نظام صدع شرق إفريقيا (EARS)، الذي يمتد على مسافة 3000 كيلومتر هو الصدع القاري الأكثر بروزًا في العالم. 

ويشمل نظام الصدع البراكين النشطة والصدوع الطبيعية والزلازل الناجمة عن تباعد الصفائح التكتونية. 

ووفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي، يتميز نظام الصدع بالزلازل المتكررة والنشاط البركاني بسبب انفصال صفيحتي النوبة والصومال، وتحدث الزلازل في هذه المنطقة على أعماق ضحلة تقل عن 25 كيلومترا، وغالبًا ما ترتبط بالعمليات البركانية.

ويتضمن التاريخ الجيولوجي لبركان فنتالي تكوين كالديرا الجيولوجي المعروف بطول 2.5 × 4.5 كيلومتر بجدران شديدة الانحدار تشير إلى قمتها.

كما تتميز أرضية كالديرا بتدفقات الحمم البركانية التي تشير إلى النشاط البركاني المستمر على مدى آلاف السنين. 

وكانت أحدث الانفجارات في المنطقة ذات تركيبة ريوليتية وتراكيتية أنتجت تدفقات الحمم البركانية ورواسب الرماد.

تأثير سد النهضة

وتثير سلسلة الزلازل المستمرة، توقعات بتعرض البنية الأساسية الحيوية مثل الطرق والسدود ومرافق الطاقة لأضرار جسيمة.

وقبل بدء ملء سد النهضة الإثيوبي في العام 2020، كان المتوسط حوالي 5 زلازل سنويًا، قبل أن يرتفع هذا العدد في السنوات التالية، حيث بلغ 38 زلزالًا في العام 2023، ونحو 43 زلزالًا في العام 2024، بينما وصل إلى 29 زلزالًا حتى الآن في العام 2025.

يشار إلى أن العدد الحقيقي للزلازل غير معروف حيث لا توجد شبكة زلزالية (أو على الأقل غير متاحة للجمهور) تغطي المنطقة، ولا يمكن تحديد سوى أكبر الأحداث على الشبكات العالمية.

ويحجز سد النهضة نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل 60 مليار طن، وهو ما يشكل ثقلا كبيرا على القشرة الأرضية الهشة جيولوجيًا في إثيوبيا بسبب وجود الوادي المتصدع الأفريقي الذي يقسم البلاد إلى نصفين، مما يجعل المنطقة من أكثر المناطق عرضة للزلازل والبراكين في أفريقيا.

تم نسخ الرابط