الرجل الحديدي في إدارة ترامب.. ستيفن ويتكوف مهندس صفقة غزة

ترامب وستيفن ويتكوف
ترامب وستيفن ويتكوف

قبل أيام كانت آلة الحرب الإسرائيلية تصول وتجول مؤكدة أنها صاحبة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبينما كان نتنياهو يتفاخر في كل لحظة بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أي جزء في العالم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيحول الشرق الأوسط إلى جحيم في حال لم تنتهي الأزمة في غزة، وفيما تجري مفاوضات بوساطة مصرية قطرية، أرسل رجله الحديدي ستيفن ويتكوف إلى نتنياهو برسالة تحذيرية.

ستيفن ويتكوف
ستيفن ويتكوف

حيث قرر ترامب إرسال مبعوثة الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، الشهير بـ«العدواني» وجرى اختياره بعناية، فهو رجل أعمال عنيف يفتقر إلى الدبلوماسية على حد وصف وسائل الإعلام الأمريكية، ما جعل التعامل معه من قبل إسرائيل أمرا صعبا، ومنذ اللحظة الأولى أبدى الرجل جدية تامة في التعامل مع الأزمة.

رسالة شديدة اللهجة لمسؤولي مكتب نتنياهو

وفي مطلع الأسبوع الماضي، أجرى ويتكوف اتصالًا يقال إنه افتقر إلى اللباقية الدبلوماسية، ليبلغ مساعدي نتنياهو أنه سيصل إلى إسرائيل بعد ظهر السبت، لإجراء لقاء مع رئيس الوزراء، أخبروه أنه يمكنه الاجتماع معه في المساء كون السبت يوم عطلة لذا ربما لن يكون متاحًا، ليكون الرد مفاجئ، إذ أصر الرجل على الاجتماع بنتنياهو ظهرا قائلًا: «لا يهم متى سيكون متاحًا لكني سأراه ظهرا» وهو ما سبب صدمة لمسئولي مكتب رئيس وزراء الاحتلال.

اقرأ أيضا..

بعد قرار وقف إطلاق النار.. خسائر الاحتلال الإسرائيلي في غزة

وبعد مقابلة يشار إلى أنها كانت تسير في اتجاه واحد نحو الدفع قدما في عملية إنهاء الأزمة في غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين من الجانبين، توجه مباشرة إلى قطر حيث شارك في المحادثات إلى جانب بريت ماكجورك، مبعوث بايدن، الذي أكد على أنه من المهم أن يشارك مسؤولو ترامب الذين سيرثون أي صفقة.

ستيفن ويتكوف
ستيفن ويتكوف

من هو ستيفن ويتكوف؟

وفقا لمصادر أمريكية، فإن ستيفن ويتكوف، رجل أعمال حاد الطباع، مشهور بالرجل العدواني، إذ أنه قادر على فعل أي شيء لإنهاء الصفقات، بالإضافة إلى افتقاره إلى الدبلوماسية بشكل تام.

ويعمل ويتكوف بشكل مباشر في مجال الاستثمار العقاري في فلوريدا، وهو مقرب بشكل كبير من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، حتى أنه كان في ملعب الجولف معه في سبتمبر عندما قيل  أن رجلًا حاول قتل المرشح الرئاسي آنذاك.

اقرأ أيضا..

«ميركافا» تُحرج إسرائيل وقناصة «الغول» الصينية تحصد أرواح جنود الاحتلال

بينما قال دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة هآرتس: ويتكوف ليس دبلوماسيًا، إنه لا يتحدث مثل الدبلوماسي، وليس لديه أي اهتمام بالآداب الدبلوماسية والبروتوكولات الدبلوماسية.

ترامب وستيفن ويتكوف
ترامب وستيفن ويتكوف

كان ويتكوف صديقًا لترامب لمدة أربعة عقود، وبالإضافة إلى أسلوبه التجاري ومصالحه الشخصية في الشرق الأوسط، يُقال إن ويتكوف يشترك مع ترامب في شخصيته غير الدبلوماسية، حيث يعرف كل منهما الآخر منذ الثمانينيات، وهذه الصداقة الطويلة الأمد تترجم إلى تعاون سياسي وثيق، ما يعزز من دور ويتكوف في سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط ويساعده في تحقيق أهدافه الدبلوماسية.

اختيار ويتكوف يعكس وجهة ترامب في السياسة الخارجية

على الرغم من افتقاره إلى الخبرة أو التدريب في السياسة الخارجية، يأتي تعيين ستيفن ويتكوف كمبعوث إلى الشرق الأوسط ضمن إطار تفضيلات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، لاختيار شخصيات غير تقليدية، حتى وإن كانت ذات خبرة محدودة في المجال السياسي.

اقرأ أيضا..

صناعة الخراب.. تبدأ ببث الشائعات واستهداف المؤسسات وتنتهي بالفوضى الخلاقة

وفي تصريح له، قال ترامب عن ويتكوف: «لدينا أشخاصا يعرفون كل شيء عن الشرق الأوسط، لكنهم لا يستطيعون التحدث بشكل صحيح.. إنه مفاوض عظيم»، ما يعكس إيمان ترامب بقدرة ويتكوف على إحداث تأثير في ملفات السياسة الخارجية المعقدة، رغم خلفيته التجارية البعيدة عن الدبلوماسية.

ستيفن ويتكوف
ستيفن ويتكوف

من جانبه، حضر ويتكوف خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي في 2024، حيث أشاد بالخطاب ووصفه بأنه قوي، معبرًا عن فخره بوجوده في تلك الغرفة التاريخية، وفي ظل توقف مساعدات عسكرية أمريكية لإسرائيل العام الماضي، استغل ويتكوف الفرصة لجمع الأموال لحملة ترامب الانتخابية، ما يبرز مدى ارتباطه الوثيق بشخصية الرئيس المنتخب.

تم نسخ الرابط