كيف تبدو غزة بعد وقف النار؟
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، اليوم الأحد، بعد 15 شهرًا من العنف الإسرائيلي الذي لا يمكن تصوره في القطاع.
يعد هذا هو أول وقف لإطلاق النار في غزة منذ نوفمبر 2023، عندما أدت صفقة الرهائن الأولى إلى توقف القتال لمدة ثمانية أيام.
ويأتي تنفيذ وقف إطلاق النار في اليوم 470 من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023.
يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تم توقيعه في الدوحة، الأربعاء، بعد أشهر من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
وأطلق الهجوم المفاجئ الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر، وأسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي، واختطاف 250 آخرين، العنان لإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وأدى الرد الإسرائيلي العنيف إلى اندلاع أكثر حرب دموية في تاريخ غزة، حيث استشهد 46 ألفًا و913 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة نحو 110 آلاف و750 آخرين، وما يزيد على 11 ألف مفقود، منذ 7 أكتوبر 2023، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وخلقت الحرب أزمة إنسانية مدمرة في غزة، مما أدى إلى نزوح نحو مليوني فلسطيني وتدمير عشرات الآلاف من المباني، ما جعل قطاع غزة شبه غير صالح للسكن.
وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى تدمير أو تضرر 436 ألف مبنى، تمثل 92% من المنازل في قطاع غزة، ونزح 90% من سكان غزة من منازلهم قسرًا مرة واحدة على الأقل خلال العام الماضي من الحرب.
واضطر العديد من الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم عدة مرات، واكتظاظهم في مساحات أصغر من الأرض، وانقطاعهم عن المياه النظيفة والكهرباء والخدمات الصحية.
وبدخول وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح الأحد، بدأ آلاف الفلسطينيين النازحين في غزة، حاملين الخيام والملابس والمتعلقات الشخصية، العودة إلى شمال القطاع ومدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.
ويوفر وقف إطلاق النار أملًا هشًا لسكان قطاع غزة، لكن طريق التعافي طويل، مليء ببقايا دمار لا يمكن تصوره، شوارع مليئة بالركام، جثث متناثرة، ولا شيء بقي قائمًا.
بنود اتفاق وقف النار في غزة
وبموجب اتفاق غزة، ستفرج حماس عن 3 محتجزات إسرائيليات - جميعهن مدنيات - الساعة الرابعة مساء، مقابل إطلاق سراح 90 أسيرة فلسطينية من السجون الإسرائيلية.
كما سيتم إطلاق سراح 4 رهائن آخرين في اليوم السابع، ثم كل أسبوع لمدة أربعة أسابيع، وأخيرًا، الإفراج عن 14 رهينة في الأسبوع السادس.
وبذلك، سيصل إجمالي الرهائن المفرج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق 33 تضم 12 امرأة وطفلًا، و10 رجال فوق سن الخمسين، و11 رجلًا أصغر سنًا، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
وابتداءً من اليوم الأول لوقف إطلاق النار، سيدخل 600 شاحنة مساعدات، بما في ذلك 50 شاحنة وقود، إلى غزة يوميًا.
وسيُسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة، ولن يخضع القادمون سيرًا على الأقدام لفحص أمني، لكن المركبات ستخضع للتفتيش من قبل مسؤولين قطريين ومصريين لضمان عدم نقل أسلحة ثقيلة إلى غزة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم تسليم 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل للنازحين الفلسطينيين في غزة.
وخلال المرحلة الأولى، ستنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي تدريجيًا إلى منطقة عازلة في غزة، بالقرب من الحدود مع إسرائيل.
كما ستترك قوات الاحتلال الإسرائيلية ممر نتساريم في وسط قطاع غزة ومعظم ممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.
ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات لتأمين إطلاق سراح 65 رهينة ما زالوا في قطاع غزة في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار، ومعظمهم من الجنود الذكور، مقابل إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين والانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، سيتم إعادة جثث الرهائن الذين ماتوا أثناء احتجازهم في غزة إلى عائلاتهم، وإطلاق خطة كبرى لإعادة إعمار غزة مدتها من ثلاث إلى خمس سنوات تحت إشراف مصر وقطر والأمم المتحدة.