كابوس غزة..
«ميركافا» تُحرج إسرائيل وقناصة «الغول» الصينية تحصد أرواح جنود الاحتلال
إسرائيل تستعين بكلاب وحدة «عوكيتس» والمقاومة تواجه بمفاجأة في غزة
قذائف الياسين تدمر مئات الآليات المدرعة والقسام تستعين بالأسلحة البيضاء
لم تكن الحرب على غزة نزهة للجيش الإسرائيلي كما صورت وسائل إعلام تابعة للاحتلال في السابق، بل كانت بمثابة فخ سقط فيه الجيش صاحب المرتبة رقم 17 عالميا، وعلى النقيض تماما ورغم قلة الإمكانات استعدت حماس على مدار 15 عاما لسيناريو المواجهة بتطوير أسلحتها البدائية الخفيفة رغم الحصار الصارخ الذي تفرضه إسرائيل، لتواجه بها أكثر المعدات تطورا في العالم.
كابوس غزة يطارد جنود إسرائيل
أكثر المتشائمون في إسرائيل لم يكن يتخيل أن تمتد الحرب على غزة أكثر من أسبوعين، فقد اختبر الجيش الإسرائيلي والموساد قوة حماس في السابق، وكانت لا تتخطى عملية قصف صاروخي أو تنفيذ واقعة طعن أو إحداث تفجير هنا أو هناك، وربما يصل الأمر إلى إعداد كمين على الطريق وإطلاق نار على سيارة تقل إسرائيلين.
وبحسب محللين إسرائيليين وسياسيين، تلقت إسرائيل ضربتان لا أحد يستطيع تحديد إيهما أكثر قوة، الأولى هي أحداث السابع من أكتوبر، والثانية الخسائر المهولة التي مني بها جيش الاحتلال والتي بحسب التقديرات الأولية تشير إلى سقوط ما يقرب من 10 آلاف جندي ما بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من الآليات.
اقرأ أيضا..
بالأسماء| مقاتلون أجانب في الجيش السوري.. ماذا يعني؟
ويرى الخبراء أن إسرائيل خسرت الحرب على المستوى المعنوي والتيكيكي أمام حماس، خاصة مع امتلاك المقاومة القدرة تدمير الدبابة ميركافا والتي تعد جزء لا يتجزأ من الثقافة الإسرائيلية باعتبارها السلاح الرئيسي لجيش الاحتلال.
كابوس غزة.. المقاومة استعدت على مدار 15 عاما لساعة الصفر
لجأت حركة المقاومة في غزة إلى استحداث تيكتيكات جديدة مناسبة لمواجهة القوة العسكرية الإسرائيلية، وعلى مدار سنوات تصل إلى 15 عاما من الهدوء النسبي بين إسرائيل والمقاومة، استطاعت حماس تجهيز غزة لتصبح بمثابة كابوس لجنود الاحتلال عند أول مواجهة قد تحدث.
اعتمدت المقاومة كغيرها من التنظيمات ذات التسليح الخفيف على سرعة التحرك والمراقبة، واستغلال المناطق الضيقة، وسرعة التحرك، وبشكل رئيسي كان عنصر المفاجأة والمبادرة هو كلمة السر ومن ثم الانسحاب سريعات نحو الأنفاق أو المنازل المدمرة التي كانت مصدر رعب لجيش الاحتلال.
اقرأ أيضا..
"نهر دم" في سوريا.. حقيقة ذبح آلاف العلويّين بعد سقوط الأسد
لكن كانت الدبابة ميركافا لا تزال بمثابة أزمة استدعت تفكيرا عميقا ومراقبة ودراسة لنقاط قوتها وضعفها، لتصبح فيما بعد الدبابة التي تعد فخر العسكرية الإسرائيلية، بمثابة صيد سهل يمكن لشخص لم يحمل السلاح من قبل اصطيادها بقذيفة ثمنها قد لا يتعدى 500 دولار.
قذائف الياسين.. تدمير الدبابة ميركافا فخر العسكرية الإسرائيلية
تعد الدبابة ميركافا هي سلاح المعركة الرئيسي للجيش الإسرائيلي، الذي روج للدبابة على أنها بمثابة فخر للصناعات العسكرية الإسرائيلية.. ولما لا وهي الدبابة التي لا تقهر، كما بثت الدعاية الإسرائيلية.
وبحسب قواعد الحرب، والتكنولوجيا المستخدمة لصنع ميركافا، فهي بالفعل واحدة من الدبابات الأكثر تجهيزا في العالم من حيث الدروع الجانبية الرئيسية ودروع البرج الذي جرى تدعيمه بشكل كبير، أو من حيث الأجهزة الخاصة بحماية جسم الدبابة، أضف إلى ذلك نظام المراقبة الذي يسمح للقوة المشغلة للدبابة بالروية 360 درجة، ما يجعل استهداف الدبابة ربما دربا من الخيال.
وبهذه الثقة المفرطة، دخل الجيش الإسرائيلي إلى غزة بدبابته معتمدا على القوات البرية التي نادرا ما تبدأ القتال، وكذا على كثافة النيران المتوقعة بمساندة المدفعية والقصف البحري، لتكن هذه الغلطة بمثابة أول خطأ استراتيجي تسبب في خسائر فادحة لجيش الاحتلال على أرض غزة، إذ استطاعت المقاومة تدمير آليات إسرائيل بقذائف الياسمين المطورة، وتخسر الدبابة باهظة الثمن أمام الآر بي جي.
أفخاخ المنازل لمواجهة الغطاء الجوي
مع زيادة وتيرة الحرب على غزة، وسقوط قتلى من الجيش الإسرائيلي، جرى استدعاء سلاح الجو ليوفر غطاء للجنوب والدبابات والآليات التي بدأت تسقط، في الوقت ذاته ونظرا لاستشهاد بعض أفراد المقاومة، بدأت هي الأخرى في الابتعاد عن المواجهة المباشرة، وبدأت في استدراج الجنود إلى المنازل التي جرى تفجيرها من قبل إسرائيل، حيث يقوم المقاتلين بسحب قوة إسرائيلية راجلة إلى المنزل المفخخ ومن ثم تفجيره عقب وقوع الجنود في الفخ، لتغير اسرائيل بدورها استراتيجياتها وتبدأ في إدخال عنصر جديد إلى الحرب.
إسرائيل تستعين بالقوات الخاصة
برغم عدم تكافئ الحرب بين الطرفين من حيث التسليح ولا الدعم اللوجستي الذي تملكه إسرائيل، من حيث أجهزة الاستخبارات «الموساد، السي أي آيه» وكذا الأسلحة الأمريكية والفرنسية والألمانية والبريطانية، التي حصلت عليها إسرائيل، إلا أن غزة كانت بمثابة فخ كبير سقط فيه الاحتلال، ولم يعد قادرا على الخروج منه بإراداته خوفا من فضيحة كبيرة، ليبدأ الاحتلال في استخدام الكلاب البوليسية المدربة على القتل إلى المعركة.
اقرأ أيضا
بالأرقام| نشاط زلزالي مكثف يهز إثيوبيا.. كيف يؤثر على سد النهضة؟
«عوكيتس» تفشل في مواجهة الكلاب الضخمة
يملك الجيش الإسرائيلي وحدة كاملة للكلاب المدربة على القتال تدعى «عوكيتس» وهي تابعة للواء ماروم للعمليات الخاصة، ويجري استخدامها بشكل كبير في القتال البري وحرب الشوارع، وجرى تأسيس الوحدة عام 1974 فيما تم الكشف عنها سنة 1988، ويستغرق الكلب المقاتل 17 شهرا ليصبح مؤهلا لدخول الخدمة، وهو قادر على تجاهل الحيوانات وأصوات الرصاص والإنفجارات، ووسائل التشتيت.. ولكن كيف تغلبت حماس على عوكيتس.
استدعى الجيش الإسرائيلي عناصر الوحدة بصحبة الكلاب المدربة لملاحقة عناصر المقاومة في المنازل والأنفاق، ولكن حماس بدورها طورت استراتيجياتها لمواجهة ما كانت تتوقعه، لتبدأ بدورها في استخدام كلاب ضخمة لمواجهة كلاب «عوكيتس»، حيث يجري ربط الكلاب المحلية الضخمة داخل المنازل وعند وصول الفرقة الإسرائيلية تهرب كلابها المدربة خوفا من الكلاب الضخمة، واعترفت إسرائيل بخسارة 17 كلبا في بداية المواجهة لتبدأ البحث عن موردين لكلاب مدربة من دول مختلفة.
«غول» تدخل الخدمة.. بندقية صينية مرعبة تثير الذعر رعب جيش الاحتلال
مع ارتفاع وتيرة المعركة، وزيادة انتشار الجيش الإسرائيلي بغزة، تحت حماية الطائرات المقاتلة والمسيرات، والقصف العشوائي المتواصل، أدخلت القسام قناصة جديدة عرفت بالبندقية «غول» وهي بندقية صينية من طراز «M99 زي جانج»، مضادة للعتاد من عيار 12.7 مليمتر خارق للدروع، طولها 1.5 بوزن 12 كيلو جرام بتلقيم نصف آلي، ويصل مداها 1700 متر في غضون ثانتين ونصف تقريبا.
فرق قتالية مرنة لتنفيذ المهام القتالية
مع ارتفاع الخسائر في الجانبين ودفع إسرائيل بقوات إضافية كبيرة، لجأت المقاومة إلى الاعتماد على أسلوب جديد في القتال، باستخدام الأنفاق وحطام المنازل، إذ يجري الاعتماد على مجموعات قتالية صغيرة، تنصب فخاخا لجنود جيش الاحتلال بأماكن ضيقة مستغلة عنصر المفاجأة، حيث تنسحب عناصر القسام من المنطقة بشكل كامل وبناء عليه تدخل سرايا تابعة للاحتلال إلى المنطقة للتفتيش والتأمين، ومن ثم تفاجئها عناصر القسام بمناورات سريعة خاطفة من المسافة صفر، لتقتل وتحدث خسائر بالقوة الإسرائيلية، ومن ثم تنسحب قبل وصول الدعم الإسرائيلي، حتى أصبحت المنازل والشوارع الضيقة بمثابة كابوس للجنود.
السلاح الأبيض يدخل المعركة.. والقسام تنفذ عملية نوعية مركبة
مع طول فترة الحرب، ولجوء الاحتلال للمسيرات التكتيكية للرصد والتتبع، ابتكرت القسام أساليب حرب جديدة، تستلزم مهارات كبيرة، لعل أهمها القدرة على التسلل والرصد وقدرة الاستخبارات على جمع المعلومات، والاشتباك اليدوي.
وأظهرت القسام تفوقا كبيرًا في واحدة من عملياتها النوعية التي استخدمت فيها السلاح الأبيض خلال الاشتباك المباشر مع عناصر الاحتلال الإسرائيلي في جباليا ما أسفر عن مقتل 5 جنود، وكشفت قدرة عناصر المقاومة على الوصول إلى أماكن محصنة، والاشتباك بالسلاح الأبيض، ومن ثم الاستيلاء على عتاد العدو والاشتباك به مع باقي عناصر الاحتلال من على مسافة أمتار.