بالأسماء| مقاتلون أجانب في الجيش السوري.. ماذا يعني؟
أثار قرار القيادة العامة الجديدة في سوريا، بدمج مقاتلين أجانب في الجيش الجديد المزمع تشكيله، قلق واسع في الداخل السوري الذي يخشى نوايا الإدارة الجديدة التي تعهدت بعدم تصدير الثورة، وتظاهرت بإظهار التسامح تجاه الأقليات في البلاد.
وجاء هذا الإجراء بعد أيام من التوصل إلى اتفاق لحل جميع الفصائل المسلحة ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع السورية، عقب اجتماع قادتها مع القائد العام للإدارة الجديدة أحمد الشرع.
والشرع الذي كان يعرف بأبو محمد الجولاني، هو قائد هيئة تحرير الشام التي قادت هجوما مباغتا للفصائل المسلحة في سوريا أطاح بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.
وفي وقت سابق، أصدرت القيادة العامة مرسومًا تضمن تسمية عناصر سابقين في صفوف الفصائل المسلحة بلغ عددهم 49 اسمًا، في رتب لواء وعميد وعقيد في الجيش الجديد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن بين هؤلاء العناصر نحو 6 مقاتلين أجانب، ألباني، وأردني، وطاجيكي، وآخر من الإيجور ينتمي إلى الحزب الإسلامي التركستاني الانفصالي، وتركي كان قائد لواء في هيئة تحرير الشام، ومصري.
كما تضمنت القائمة مقاتلين سوريين وضباط انشقوا عن القوات العسكرية النظامية بعد اندلاع النزاع عام 2011، والتحقوا لاحقا بصفوف الفصائل المسلحة.
ومن بين المقاتلين الأجانب المعينين حديثًا في الجيش السوري الجديد المزمع تشكيله، 3 برتبة عميد، و3 آخرون برتبة عقيد، جاءت أسماءهم كالتالي:
- التركي عمر محمد جفتشي، حصل على رتبة عميد.
- الأردني عبد الرحمن حسين الخطيب، حصل على رتبة عميد.
- الألباني عبدل صمريز يشاري (أبو قتادة الألباني)، حصل على رتبة عقيد.
- المصري علاء محمد عبد الباقي، حصل على رتبة عسكرية.
- عبد العزيز داوود خدابردي، من الإيجور ، حصل على رتبة عميد.
- مولان ترسون عبد الصمد، من الإيجور، حصل على رتبة عقيد.
- عبد السلام ياسين أحمد، من الإيجور، حصل على رتبة عقيد.
وتضمن مرسوم القيادة العامة الجديدة في سوريا جميع هذه الأسماء، مع عدم الإشارة إلى الجنسيات.
وذكر بيان عن الحزب الإسلامي التركستاني، أن قائد قواته في سوريا عبد العزيز داوود خدابردي، والمعروف باسم (زاهد) تم تعيينه عميدًا، ومقاتلين آخرين، هما مولان ترسون عبد الصمد، وعبد السلام ياسين أحمد، حصلا على رتبة عقيد، وجميعهم من الإيجور.
ويعتقد أن الحزب الإسلامي التركستاني لديه مئات المقاتلين في سوريا، وهو فصيل جهادي نشط في إدلب، التي كانت المعقل الأخير لهيئة تحرير الشام، ومنها أطلقت في 27 نوفمبر، الهجوم الذي انتهى بالإطاحة بنظام بشار الأسد.
وانضم آلاف الأجانب إلى الفصائل المسلحة في وقت مبكر من الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً للقتال في سوريا، بعضهم شكل مجموعات مسلحة، بينما لحق آخرون بتنظيم داعش، وهيئة تحرير الشام.
وينظر إلى خطوة دمج جهاديين أجانب في الجيش السوري الجديد، إلى أنها تهدف إلى منح أدوار رسمية من بينها أدوار عليا لعدد من المقاتلين الذي انخرطوا في القتال في سوريا ضد نظام الأسد.
ويرى الباحث في شؤون الجماعات الجهادية أيمن التميمي، أن ضم المقاتلين الأجانب يبدو متوافقا مع عقيدة هيئة تحرير الشام، لكنه حذر من أنه حال تُرك هؤلاء يتصرفون على هواهم قد يشكّلون خطرًا كبيرًا.
مقربون للشرع
ويشير رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن معظم الذين تمت ترقيتهم هم مقاتيلن ضمن الدائرة الضيقة لقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع.
وينتمي أغلب الذين وردت أسماؤهم في المرسوم العسكري إلى هيئة تحرير الشام، في حين ينتمي الباقون إلى فصائل متحالفة معها.
وفي وقت سابق، اعترف الشرع في لقاء متلفز، بأن المناصب الحكومية حتى الآن كانت من نصيب أعضاء هيئة تحرير الشام أو أشخاص مقربين منها فقط، ومع ذلك، وعد بمشاركة أوسع في المستقبل.
ووحول مصير المقاتلين الأجانب، يعتقد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية عباس شريفة، أنه من يقبل منهم بالاندماج والمواطنة السورية وفق القانون، إذا كان مؤهلًا للحصول على الجنسية السورية، فسيجري في الغالب منحه الجنسية.
أما من ليس له رغبة في الاندماج داخل الدولة السورية وفق قانونها الجديد، يرى شريفة أنه سيجري التعامل معه بطريقة أو بأخرى، لكنه استبعد تسليم هؤلاء العناصر إلى دولهم من دون تسوية أوضاعهم لأن عددًا كبيرًا منهم لديه قضايا أمنية في دولهم الأصلية.
وأدى الصراع السوري إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص ونزوح الملايين وتقسيم البلد إلى مناطق نفوذ تديرها الأطراف المتحاربة بمستويات متفاوتة من الدعم الأجنبي.