«تحرير المحتجزين وتدمير حماس».. فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها من حرب غزة

الحرب الإسرائيلية
الحرب الإسرائيلية على غزة

في 7 أكتوبر قبل الماضي، تغيرت المنطقة بين عشية وضحاها، إذ حول جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة إلى ساحة حرب، يجري فيها تنفيذ إبادة جماعية للفلسطينيين أصحاب الأرض، دون التفرقة بين أطفال ونساء وعجائز، لتسطر إسرائيل واحدة من أبشع جرائمها على مر التاريخ، مخلفة ورائها أكثر من 46 ألف شهيد.

بينما لا يزال آخرون تحت الأنقاض شهداء كثر لم يتم الكشف عنهم بعد، إلى جانب أضعاف هذا الرقم من المصابين، وتدمير البنية التحتية لغزة من مستشفيات ومرافق ومدارس وجامعات.

تدمير البنية التحتية بغزة
تدمير البنية التحتية بغزة

ورغم وضع الاحتلال الإسرائيلي عددا من الأهداف لحربها على غزة تمتثل في القضاء على البنية التحتية لحركة المقاومة، وتحرير المحتجزين لدى الفصائل، وتأمين الداخل الإسرائيلي بشكل دائم، إلا أنها فشلت بشكل كامل أو جزئي في جميع ما سبق، فلم تحقق من حربها على غزة أي من أهدافها المزعومة، بينما تسببت أحداث غزة في وضع إسرائيل في وضع لا تحسد عليه دوليا، بالإضافة إلى ضغوط كبيرة من الداخل الإسرائيلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يجري التحقيق معه في قضايا فساد، ويتخذ من الحرب ذريعة للتهرب من المثول أمام القضاء.

نتنياهو يفشل في القضاء على حماس

كانت من بين أهداف نتنياهو الأساسية المعلنة هي القضاء على حركة حماس واستئصالها من غزة بشكل نهائي، ليطيب للإسرائيليين العيش في أمان على حد وصفه، بينما كان يتخذ ذلك ذريعة لمواصلة الحرب لفترة أكبر، ورغم تأكيد كثير من المحللين على صعوبة هذا الأمر، لما تتمتع به حماس من قدرة على المناورة وخبرة في مجال حرب الشوارع، إلا أنه أصر على قدرته على تنفيذ ذلك رغم نصائح الجنرالات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحلفائه الغربيين.

فشل عسكري في غزة
فشل عسكري في غزة

ويأتي من بين أسباب فشل نتنياهو في تحقيق هذا الهدف، عدة عوامل عسكرية ودبلوماسية وسياسية، على رأسها قوة حماس ومرونتها وقدرتها على القتال، وبرغم الضغوط العسكرية الهائلة التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه كان من الصعب بمكان القضاء على حماس التي بدا وكأنها تتمتع بقدر عال من المهارة في التنظيم والقتال في بيئة معقدة، بالإضافة إلى بنيتها التحتية التي كانت بمثابة أفخاخ قاتلة لعناصر جيش الاحتلال من حيث الأنفاق والتسليح والقدرة على المناورة في المناطق الضيقة، عكس الجيش الإسرائيلي التي كانت معداته الضخمة بمثابة عائق أمامه.

اقرأ أيضا..

«ميركافا» تُحرج إسرائيل وقناصة «الغول» الصينية تحصد أرواح جنود الاحتلال

أضف إلى ما سبق، أنه ولأول مرة استطاعت حماس حشد الدعم الدولي، عكس ما سبق، إذ حصلت على تعاطف كبير من قبل داعمين في كل أنحاء العالم، حتى الدول الحليفة لإسرائيل ما ساعدها على الصمود أمام آلة الحرب والدعاية الإسرائيلية، وتخفيف الضغط العسكري.

القوة العسكرية عجزت عن استعادة الرهائن

مثلت قضية الرهائن حجر الزاوية في الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ كانت الشغل الشاغل للمواطنين في إسرائيل، وإن كانت أقل أهمية بالنسبة لنتياهو الذي لطالما استغل كل فرصة لاستهداف المقاومة دون النظر إلى ما بحوزتهم من رهائن، حتى أن الجيش الإسرائيلي نفسه قتل بعض الرهائن المحتجزين لدى حماس.

عائلات المحتجزين في غزة
عائلات المحتجزين في غزة

ونتيجة الضغوط الهائلة التي مارسها الداخل الإسرائيلي على نتنياهو لاستعادة المحتجزين بأي ثمن، ومطالبهم المتكررة بوقف الحرب حفاظا على أرواح ذويهم، وكذا صعوبة التفاوض مع حماس، اضطر رئيس وزراء الاحتلال في النهاية للقبول بالصفقة التي تمت برعاية مصرية قطرية أمريكية، ما كان بمثابة مسمار في نعش مسيرة نتنياهو السياسية والعسكرية في الوقت ذاته.

اقرأ أيضا..

بعد قرار وقف إطلاق النار.. خسائر الاحتلال الإسرائيلي في غزة

حيث خاضعت حماس مفاوضات طويلة، ومثلت الشروط التي وضعتها إسرائيل على طاولة المفاوضات أزمة في إتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، أضف إلى ذلك الخلافات السياسية والتكتيكية بين الطرفين، وتباين الشروط، وكذا الوضع الإنساني في غزة ودخول المساعدات، كل ذلك أضاف العديد من التعقيدات.

تضامن دولي مع غزة
تضامن دولي مع غزة

الضغوط الدولية عقدت العمليات العسكرية الإسرائيلية

وسط سقوط عدد كبير من الشهداء في فلسطين، واستهداف الأطفال والنساء بشكل خاص، بدأت الدول الكبرى في الضغط على إسرائيل وسط انتقادات عالمية كبيرة، وأثرت المواقف الدولية لمصر وقطر والولايات المتحدة على نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية وأبطأت منها، ما حد قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في غزة، بالإضافة إلى القلق الدولي من عدد الضحايا.

تضاريس غزة وأنفاقها شوكة في ظهر الاحتلال

رغم الحروب الضروس التي شنها الاحتلال الإسرائيلي لتأمين جبهته الداخلية في المستقبل، إلا أن تضاريس غزة وجغرافيتها تجعل ذلك أمرا مستحيلًا، إذ دمرت إسرائيل أجزاء من بنية حماس التحتية، لكنها لم تستطع القضاء عليها بشكل كامل، وفشلت إسرائيل في تحقيق واحد من أهم أهداف الحرب على غزة.

إصابات بجيش الاحتلال
إصابات بجيش الاحتلال

وتتيح الأنفاق وشبكات حماس القدرة على المناورة والاختباء، بالإضافة إلى استحداث المقاومة أساليب جديدة في حرب العصابات مثل الصواريخ المضادة للدروع، والهجمات المفاجأة والخاطفة، والقتال بالأسلحة البيضاء، فيما خرجت حماس من الحرب بمزيد من الخبرات في القتال.

تم نسخ الرابط