سعد الهلالي لـ «بودكاست تفصيلة» : الفتوى ليست حكرا على الشيوخ والشعب سيد قراره
تحدث الدكتور سعد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر عن الأحق بإصدار الفتوى، وذلك خلال مشاركته في بودكاست "اشتباك ."
وقال الدكتور سعد في حديثه عن تعدد التفسيرات بين المشايخ إنه ضد احتكار الفتوى من قبل الأوصياء الدينيين، ويؤكد ضرورة أن يكون هناك علماء مهمتهم تعليم الناس وتنويرهم. وأضاف أن هناك احتمالات متعددة، ويجب على الفرد اختيار الاحتمال الأنسب له بناءً على تفكيره الخاص .
وتابع قائلاً إن على الشيوخ الاجتهاد، وأن الفتوى تُقدّم كاختيار للشعب، والشعب هو الذي يقرر في حرية الاختيار.
وأوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أنه إذا تم تنفيذ الفتوى دون أن يرتاح لها قلبه، فسيشعر أنه منافق تجاه نفسه ، مشيرا إلى أن الشيخ يستحق كل التقدير والاحترام، لكن وظيفته هي أن يعلم ، و لا يدير .
وذكر الأستاذ الأزهري حديثًا صحيحًا عن واثله ابن الأسقع، حيث ذهب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليطلب الفتوى، فكان رد الرسول عليه: "يا واثله، لتُفتِكَ نَفسك"، ولم يقل له "ابحث عن شيخ يعطيك الفتوي" وإذا كانت هناك قاعدة تقول "لكل شيخ طريقته"، فلماذا لا يكون لكل مسلم إيمانه وإسلامه؟
لا حقيقة مطلقة
واستكمل قائلاً إنه لا يوجد أحد يمتلك الحقيقة المطلقة، وكلنا نسعى للوصول إلى الحق. واستشهد بحديث صحيح ورد في البخاري ومسلم عن عمرو بن العاص: "إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر، وإذا اجتهد فأصاب فله أجران". وتساءل: "متى يعرف الإنسان أنه أصاب الحق؟ في يوم القيامة، لأن الحق المطلق غيب لا يعلمه إلا الله."
وأشار إلى أن البعض يعتقد أن شيخهم أو عالمهم هو مالك الحقيقة، وهذا خطأ كبير، لأن مثل هذا الاعتقاد يجعل الناس عبيدًا للبشر.
وأوضح الدكتور الهلالي أن شعائر الدين محفوظة بالتوارث، فلا يمكن لأحد أن يشكك في عدد ركعات الصلاة أو شعائر الصوم والحج والزكاة، لأنها نُقلت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتوارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل دون تحريف في أي مكان على وجه الأرض. ومع ذلك، هناك اختلافات في الأمور الفرعية، لكنها لا تمس جوهر الدين.
وعن كلمته للرئيس عبد الفتاح السيسي، قال: "ربنا يعينه علينا." وأضاف مستشهدًا بكلام السيدة خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: "والله لن يخزيك الله أبدًا". وأوضح أن الرئيس السيسي حفظ دين الله من الاستغلال والمتاجرة، وحمى شعب مصر من بحور دماء كادت تُراق باسم الدين. كما أنقذ المرأة المصرية من المتاجرة بها، ووقف ضد زواج الأطفال وختان الإناث ومنع حرمانها من العمل. وأكد أنه أعطى للمرأة وجودًا في كافة مجالات الحياة، بما في ذلك الشرطة والقضاء.
رسالة لوزير الأوقاف
أما عن رسالته لوزير الأوقاف أسامة الأزهري، فقال الهلالي: «إن وزارة الأوقاف لها شقّان. الشق الأول هو المساجد، وهي جوهر عمل الوزارة، حيث كان المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولمدة 100 عام مضت يخاطب أهله فقط، ولم يكن الخطاب يتجاوز مدى صوت الخطيب».
وتابع «لكن مع ظهور الميكروفونات، أصبح المسجد يخاطب مجتمعه بأسره، الذي يضم المسلمين وغير المسلمين. لذلك، يجب أن يكون الخطاب الصادر عن المساجد متزنًا، يليق بالمجتمع، ويتجنب الفتنة، لأن الإسلام دين يتسع للجميع، كما قال الله تعالى: «لا إكراه في الدين».
وزاد «أما الشق الثاني، فهو الأوقاف نفسها، وهي مليارات من الأموال الوقفية التي أوقفها أجدادنا لصالح بلدنا وأجيالنا القادمة»
وناشد الوزارة أن تترك إدارة هذه الأموال لخزانة الدولة، على أن تُدار بطريقة محاسبية سليمة تحقق مصالح الشعب المصري.