خريطة حرائق كاليفورنيا.. كيف دمرت كل شيء؟

حرائق الغابات في
حرائق الغابات في كاليفورنيا

تواصل العاصفة النارية التي أودت بحياة 25 شخصًا حتى الآن، ودمرت حوالي 12 ألف مبنى هذا الأسبواع، اجتياح مقاطعة لوس أنجلوس، بينما يكافح رجال الإطفاء الرياح والنيران.

رغم أن رجال الإطفاء حققوا بعض التقدم في احتواء حرائق إيتون وباليساديس، فإن الرياح العاتية التي ساعدت في تأجيج النيران من المتوقع أن تزداد حدتها هذا الأسبوع.

ووسط استمرار النيران في جنوب كاليفورنيا في شق مسار مدمر، توقعت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية أن تشهد المنطقة رياحًا أقوى خلال ليلة الاثنين وحتى الأربعاء، مما يزيد من احتمالات اندلاع حرائق متفجرة في جميع أنحاء مقاطعة لوس أنجلوس هذا الأسبوع.

تستعد فرق الإطفاء الآن لعدة أيام من الرياح القوية التي قد تهدد مجتمعات جديدة، وتعيق الجهود المبذولة لاحتواء العواصف النارية.

 آخر التطورات

أصدر قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، روبرت لونا، حظر تجول إلزاميًا من الساعة 6 مساءً إلى 6 صباحًا في مناطق حرائق باليسيدز وإيتون وجميع مناطق الإخلاء الإجباري، حيث لا يزال ما يقرب من 153 ألف مقيم ما زالوا تحت أوامر الإخلاء.

ويتوقع أن تهب رياح تتراوح سرعتها بين 50 و65 ميلا في الساعة اليوم الاثنين، مع وصول أقوى الرياح قبل فجر يوم الثلاثاء، وبلوغ ذروتها يوم الأربعاء، حسب هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية.

الوضع الحالي

التهمت الحرائق المستمرة في الاشتعال حتى الآن نحو 36 ألف فدان، وفقًا لإدارة مكافحة الحرائق في كاليفورنيا.

وحسب إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، فإن هناك حرائق نشطة في لوس أنجلوس، ولا تزال تنتشر، وسط مخاوف الظروف الجوية الحرجة للغاية حتى الأربعاء.

حريق باليساديس

أحرق 23713 فدانًا والعديد من المنازل والشركات والمعالم في باسيفيك باليساديس وغربًا على طول طريق ساحل المحيط الهادئ، باتجاه ماليبو، وبحلول أواخر يوم الأحد، تم احتواء الحريق بنسبة 13%.

وصدرت أوامر أو تحذيرات بإخلاء أجزاء عديدة من باسيفيك باليساديس وماليبو وسانتا مونيكا وكالاباساس وبرينتوود وإينسينو، ولا يزال أكثر من 12 ألف مبنى مهددًا، ويقدر المسؤولون أن أكثر من 5300 مبنى، بما في ذلك العديد من المنازل، تضررت أو دمرت.

حريق إيتون

أحرق 14117 فدانًا والعديد من المباني في ألتادينا وباسادينا، صدرت أوامر إخلاء إضافية بعد ظهر يوم الخميس، عندما تصاعد الحريق باتجاه جبل ويلسون، ولكن تم رفع عمليات الإخلاء الإلزامية الأخرى، حيث أخطر مسؤولو المدينة السكان في جلينوكس كانيون وتشيفي تشيس كانيون أنه من الآمن العودة إلى منازلهم. 

حتى الساعة 8 مساءً يوم الأحد، ظل حريق إيتون محتويًا بنسبة 27%، ويقدر المسؤولون أن أكثر من 7000 مبنى احترق في الحريق.

حريق هيرست

أحرق 779 فدانًا في المنطقة المحيطة بسيلمار، وتم رفع أوامر الإخلاء اعتبارًا من ليلة الأحد، ووفقا لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا تم احتواء الحريق بنسبة 89%.

حريق كينيث

اندلع هذا الحريق يوم الخميس على حدود مقاطعتي لوس أنجليس وفينتورا، ويغطي حتى الآن أكثر من 1050 فداناً، ويقول المسؤولون إن تقدمه توقف وتم احتواؤه بنسبة 80% ولم يلحق أي ضرر أو تدمير بالمباني.

حريق ليديا

وامتد حريق ليديا، إلى مساحة 395 فدانًا في منطقة ريفية جبلية بالقرب من أكتون، وتم احتواؤه بنسبة 75%.

حريق سانسيت 

 أما حريق سانسيت في تلال هوليوود تم احتواؤه بنسبة 100% يوم الخميس، كما تم إخماد حرائق أخرى في باكويوما وهوليوود وستوديو سيتي، حسب عمدة لوس أنجلوس، كارين باس.

اتسع نطاق الحرائق بسبب ظروف الجفاف والرياح القوية، حيث ضربت أجزاء كثيرة من جنوب كاليفورنيا دون هطول أمطار لأكثر من 8 أشهر.

أظهرت الأبحاث أن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري يؤدي إلى مواسم حرائق أطول في غرب الولايات المتحدة وزيادة تواتر المواسم الحادة.

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الحكومة الفيدرالية ستغطي 100% من تكاليف الإغاثة من الكوارث في كاليفورنيا نتيجة هذه الحرائق.

وقال حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إن الولاية قامت بتفعيل قوات إضافية من الحرس الوطني للمساعدة في جهود مكافحة الحرائق.

ورغم أن الولاية ليست غريبة عن حرائق الغابات الكبرى، إلا أن الحرائق السابقة كانت عادة تتركز في المناطق الداخلية التي لا توجد بها كثافة سكانية كبيرة، وقد أدى ذلك إلى أقل تدمير لكل فدان، وأضرار في المنازل الأقل تكلفة.

لكن الوضع مختلف تماماً هذه المرة، حيث دمرت الحرائق آلاف المنازل في منطقة بايسيفيك باليساديس وماليبو، التي تعد موطناً للعديد من نجوم هوليوود والمديرين التنفيذيين الذين يمتلكون ممتلكات بقيمة ملايين الدولارات. بالفعل، فقد العديد من المشاهير منازلهم بسبب الحرائق.

وعلى الرغم من صعوبة تحديد الخسائر المالية بدقة في هذه المرحلة المبكرة، تشير التقديرات الأولية إلى أن هذه الحرائق قد تكون الأعلى تكلفة في تاريخ أمريكا، حيث تتراوح الأضرار والخسائر الاقتصادية بين 135 مليار و150 مليار دولار حتى الآن.

 يشار إلى أن حرائق مقاطعة لوس أنجلوس، التي أججتها رياح سانتا آنا العاتية، فلا تزال إلى حد كبير خارجة عن السيطرة، وهذا يعني أن الحصيلة النهائية للخسائر الناتجة عنها قد ترتفع، وربما بشكل كبير.

تم نسخ الرابط