بعد انتهاء حرب غزة.. هل تستمر مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل؟

مقاطعة الشركات الداعمة
مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

شهدت الأراضي الفلسطينية حالة من الهدوء بعد ما يقرب من 472 يوما من الحرب، حيث بدأ الفلسطينيون في العودة إلى منازلهم في شمال غزة عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم السبت الماضي. 

جاء هذا الاتفاق نتيجة الجهود المصرية القطرية الأمريكية، التي استمرت لأكثر من عام للوصول إلى تفاهم بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي.

تعاطف عالمي مع الشعب الفلسطيني

منذ إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، على خلفية أحداث أكتوبر 2023، شهد العالم موجة واسعة من التعاطف مع الشعب الفلسطيني الذي تعرض لحرب إبادة شاملة. 

شنت إسرائيل هجمات جوية وبحرية على المدنيين العزل، مما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير البنية التحتية للقطاع. 

ووفقا لتقديرات المختصين، تحتاج غزة إلى نحو 90 عامًا لإعادة إعمارها والعودة إلى وضعها السابق.

مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

مع استمرار عنف الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ارتفعت أصوات عديدة حول العالم، خاصة في الشرق الأوسط، تطالب بمقاطعة الشركات والمنتجات التي تدعم الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة.

وبالفعل، نجحت هذه الدعوات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، حيث أُعدت قوائم بأسماء الشركات الداعمة للجيش الإسرائيلي.

وأسفرت المقاطعة عن خسائر بالمليارات لهذه الشركات نتيجة الامتناع عن شراء منتجاتها.

بالأرقام.. تأثير المقاطعة

في مايو 2024، نشر عدد من الصحف الأمريكية، من بينها موقع المونيتور الأمريكي، تقريرا بالأرقام عن الخسائر التي تكبدتها شركات أمريكية كبرى تدعم الجيش الإسرائيلي. 

ومن أبرز هذه الشركات شركة "أمريكانا" للمطاعم، التي تمتلك امتياز الشرق الأوسط لسلاسل مطاعم وجبات سريعة مثل "كنتاكي"، و"بيتزا هت"، و"هارديز"، و"كريسبي كريم".

وكشف التقرير أن أرباح شركة "أمريكانا" شهدت تراجعا كبيرا في الربع الأول من عام 2024، حيث انخفضت بنسبة 50% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. 

وبلغ صافي أرباح الشركة في النصف الأول 80 مليون دولار، بانخفاض قدره 44.8% عن نفس الفترة في العام السابق.

وأضاف التقرير أن هذا التراجع يعود إلى الأوضاع في قطاع غزة، وتعاطف شعوب كثيرة حول العالم مع الشعب الفلسطيني الذي تعرض لحرب إبادة.

وفي مارس الماضي، أعلنت إدارة شركة المقاهي الأمريكية "ستاربكس" في الشرق الأوسط أنها اضطرت إلى خفض 2000 وظيفة، بما يعادل حوالي 4% من إجمالي قوتها العاملة، نتيجة تأثير المقاطعة. 

كما شهدت مبيعات "ماكدونالدز" العالمية انخفاضًا بنسبة 1.5%، بينما تراجعت واردات شركتي "بيبسي" و"كوكاكولا" في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا بنسبة 4%.

هل تستمر المقاطعة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟

توقع عدد من الخبراء أن قوة المقاطعة قد تتراجع مع استقرار الوضع داخل قطاع غزة، لكن من المرجح أن يستمر التعاطف مع الفلسطينيين بشكل عام. 

وأشاروا إلى أن هذا الأمر طبيعي، حيث يُرسل رسالة واضحة إلى هذه الشركات بأن دعمها للجيش الإسرائيلي سيواجه برد فعل قوي في حال تكراره. 

كما أن التوقف المؤقت عن المقاطعة يُظهر أن المستهلكين قادرون على العودة إليها في أي وقت.

مبادرات مجتمعية لتحسين الصورة الذهنية

توقع خبراء الاقتصاد أن الشركات المتضررة من المقاطعة ستسعى لاستعادة ثقة المستهلكين من خلال إطلاق مبادرات مجتمعية لتحسين صورتها الذهنية لديهم، خاصة في الأسواق التي تأثرت بشكل كبير. 

وقد تدفع هذه المبادرات المستهلكين إلى تغيير سلوكهم تدريجيا لصالح هذه الشركات.

 

تم نسخ الرابط