الطرود المتفجرة تشعل مطارات أوروبا.. روسيا المتهم الرئيسي وتدابير أمنية احترازية

الطرود المتفجرة تثير
الطرود المتفجرة تثير أزمة بين روسيا وأوروبا

ليتوانيا توجه أصابع الاتهام إلى موسكو.. وأزمة جديدة مع فنلندا

في وقت تشتعل فيه الأوضاع بأوروبا، وسط مصير غامض للحرب الروسية الأوكرانية، ومع قدوم دونالد ترامب لسدة الحكم في أمريكا ووعده بوضع نهاية للحرب، ظهرت على الساحة واقعة جديدة كشفت عنها ليتوانيا متهمة موسكو بصب الزيت على النار وزيادة لهيب الأزمة، مشيرة إلى أن روسيا ضالعة في واقعة إرسال الطرود المتفجرة عبر بلاده إلى دول أوروبية، فما حقيقة الأمر.

مخاوف أوروبية من الطرود المتفجرة
مخاوف أوروبية من الطرود المتفجرة

ليتوانيا تتهم روسيا  بالتورط في واقعة الطرود المتفجرة

في السادس من نوفمبر 2024 اشتعلت بعض الأجهزة في مستودعات البريد السريع في مدينة برمنجهام وسط إنجلترا، وسط اتهامات لموسكو بأنها وراء الحادث في محاولة منها لإشعال حرائق في طائرات الشحن والركاب المتجهة إلى أميركا الشمالية.

يأتي هذا فيما كشف مسؤولون أمنيون أن الطرود التي انفجرت داخل بعض المراكز اللوجستية في أوروبا، خلال يوليو الماضي، كانت واحدة من مخططات وضعتها روسيا لإحداث انفجارات على متن طائرات شحن متجهة إلى الولايات المتحدة، واعتبر المسئولون أن خطط روسيا لإشعال أوروبا قد تشكل تصعيداً خطيراً للأزمة بين موسكو والغرب بشكل عام في ظل تدخلات أمريكية من الرئيس دونالد ترامب لوضع حد للحرب.

اقرأ أيضا..

آخر نقطة على الحدود المصرية السودانية.. معبر رأس حدربة شريان حياة الجنوب

من جانبها، أشارت حكومات غربية وأجهزة استخبارات أوروبية إلى تورط روسيا بشكل مباشر، في سلسلة من الحوادث التخريبية والحرائق التي شهدتها القارة الأوروبية مؤخراً، والتي تهدف إلى زعزعة استقرار الدول الداعمة لأوكرانيا.

بينما أكدت بعض الدول الغربية أنها تراقب هذه التطورات بقلق بالغ، وسط تصعيد التوترات بين موسكو وعواصم الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، وأرجعت هذه الدول الهدف من وراء العمليات التي وصفتها بالتخريبية، إلى محاولة روسيا الضغط على الحكومات الأوروبية لإضعاف دعمها لكييف، فيما يعتبر جزءا من حرب نفسية وأمنية أوسع نطاقا.

وفي ظل هذه التطورات، تعزز الدول الأوروبية إجراءات الأمن في المرافق اللوجستية والمطارات، مع تكثيف الجهود الاستخباراتية لكشف أي مخططات مشابهة قد تهدد سلامة النقل الجوي الدولي.

بولندا تكشف مصدر الطرود المتفجرة

بحسب وسائل إعلام بولندية، فإن الطرود المتفجرة التي تسببت في حرائق داخل مراكز توزيع في بريطانيا وألمانيا وبولندا، خلال يوليو الماضي، انطلقت من ليتوانيا، وفتحت السلطات في بريطانيا وألمانيا تحقيقات مكبرة في حوادث انفجار الطرود البريدية التي أثارت حرائق في مراكز توزيع، مثل مركز برمنجهام في بريطانيا ومركز لايبزيغ في ألمانيا، بينما كشفت برلين عن أن إحدى الطائرات كانت على وشك السقوط بعد اندلاع حريق في طرد مشحون جواً، ووصفت السلطات الواقعة بأنها «حادث كاد أن يتحول إلى كارثة». 

وتأتي هذه التطورات في وقت حساس مع تصاعد التوترات بين روسيا والدول الغربية، وسط اتهامات لموسكو بالوقوف وراء سلسلة من أعمال التخريب والحرائق التي تستهدف زعزعة استقرار الحلفاء الأوروبيين لأوكرانيا. 

اقرأ أيضا..

صناعة الخراب.. تبدأ ببث الشائعات واستهداف المؤسسات وتنتهي بالفوضى الخلاقة

فيما شددت الدول الأوروبية على ضرورة تعزيز الأمن في شبكات التوزيع والنقل الجوي لتجنب أي حوادث مشابهة قد تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، مع تكثيف التحقيقات للوصول إلى الجهة المسؤولة عن تلك العمليات التخريبية.

ليتوانيا ترد على بولندا وتتهم روسيا

عقب اتهامات وجهت إلى ليتوانيا بأنها مركز الطرود المتفجرة إلى أوروبا، وحالة الحذر في دول حلف شمال الأطلسي بسبب الطرود المتفجرة، خرج كيستوتيس بودريس، مستشار الأمن القومي للرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا، متهما روسيا بالوقوف وراء إرسال هذه الطرود من ليتوانيا إلى بعض الدول الأوروبية.

وأشار مستشار الأمن الليتواني إلى أن هذا الأمر ليس عشوائي، وإنما هو ضمن عمليات عسكرية مخطط لها بعناية من قبل روسيا، مطالبا بالقضاء على التهديد الذي تعمل على تنفيذه المخابرات العسكرية الروسية، في سياق التصعيد، حيث تستخدم روسيا أساليب غير تقليدية لزعزعة استقرار الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا.

وتعد هذه المرة الأولى التي يوجّه فيها مسؤول ليتواني اتهاما صريحًا إلى المخابرات العسكرية الروسية بالتورط في عمل تخريبي محدد.

عيون روسيا تتجه إلى الحدود الغربية

استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية، دفع موسكو لتعزيز انتشارها العسكري على الحدود الغربية، حيث تخطط موسكو في إطار ضغطها على حلف شمال الأطلسي لنشر نحو 30 ألف جندي بري في منطقة لينينجراد العسكرية بالقرب من فنلندا، مع خطط مستقبلية لزيادة العدد إلى الضعف بحلول عام 2026، ما دفع فنلندا إلى التأكيد على أن المخططات الروسية صعبة التنفيذ في الوقت الحالي، وأرجع ذلك إلى الحرب الروسية الأوكرانية، التي قد تمنع روسيا من تنفيذ مخططها.

تهديدات لحلف شمال الأطلسي 

رئيس الاستخبارات الدفاعية الفنلندية، بيكا تورونين، أكد أن الحرب في أوكرانيا تمنع روسيا من إرسال تعزيزات كبيرة إلى حدودها الغربية، محذرا من أن الإصلاحات العسكرية الروسية التي تسعى موسكو لتنفيذها في القريب والتي تهدف إلى زيادة عدد القوات بنسبة 30%، تمثل تهديدًا مباشرًا لحلف الناتو، وليس لفنلندا فقط.

في الوقت ذاته نفى المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف ما تحدثت عنه فنلندا، مؤكدا أنها مزاعم لا أساس لها من الصحة، وتأتي في سياق محاولات مستمرة لتشويه سمعة موسكو على الساحة الدولية، داعيًا إلى تقديم أدلة ملموسة بدلاً من الاتهامات العشوائية.

أقرأ أيضا..

حلم يداعب عقول الخليج.. سر استثمار الإمارات 20 مليار دولار في مراكز بيانات أمريكية

فيما زادت التصريحات المتبادلة والتحريكات التوترات في المنطقة، ما يعكس مدى تعقيد الأزمة الحالية في أوروبا، حيث تحاول الدول الأعضاء في حلف الناتو تعزيز استعداداتها الدفاعية لمواجهة التحديات المحتملة، وفي الوقت ذاته، تبقى الخطط الروسية العسكرية قيد المراقبة الدقيقة من قبل أجهزة الاستخبارات الغربية، وسط مخاوف من تحول هذه المنطقة إلى ساحة جديدة للمواجهة. 

تم نسخ الرابط