يشبه الإنفلونزا وليس له علاج.. ماذا نعرف عن انتشار فيروس HMPV؟
بالتزامن مع دخول فصل الشتاء الذي ينشط فيه الإنفلونزا الموسمية العادية، أثارت أنباء متواترة تزعم ظهور فيروس جديد وخطير في مصر، حالة من الخوف وسط المواطنين.
تأتي هذه المزاعم، في أعقاب انتشار فيروس تنفسي جديد في الصين يعرف باسم ميتانيموفيروس البشري (HMPV)، بسبب تشابه أعراضه مع أعراض الفيروس المخلوي التنفسي الإنفلونزا ونزلات البرد.
ووفق وزارة الصحة، لا يوجد أي دلائل على وجود فيروس الجهاز التنفسي البشري HMPV في مصر، ولا توجد لقاحات أو أدوية متاحة حاليًا لعلاجه.
ويسبب فيروس HMPV الذي ينتمي إلى نفس عائلة الفيروس المخلوي التنفسي، أعراضا شبيهة بالإنفلونزا أو نزلات البرد، من بينها الحمى والسعال واحتقان الأنف.
وغالبا ما تزول هذه الأعراض من تلقاء نفسها، ولكنها قد تؤدي إلى إصابة الأطفال وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة بأمراض الجهاز التنفسي السفلي.
وينصح باتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة بالفيروس وغيره من أمراض الجهاز التنفسي، ومن بينها غسل اليدين بانتظام وتجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، بحسب وزارة الصحة.
وأثارت الإصابات المتزايدة بنزلات البرد والإنفلونزا خلال الفترة الحالية في مصر، تكهنات حول انتشار فيروسات غريبة أو مستحدثة أو متحورات جديدة من فيروس كورونا COVID 19.
واليوم، لا يزال فيروس كورونا موجودًا، لكن البشرية طورت مناعة ضده بفضل اللقاحات والإصابات السابقة، وأصبح أقل فتكًا مقارنة ببدايات الجائحة في أواخر 2019 ولم يعد في صدارة أسباب الوفاة.
حتى مع التطعيمات والتحديثات المستمرة، يبقى كوفيد-19 في حالة تطور، مما يجعل متابعة الجهود العلمية أمرًا ضروريًا لضمان السيطرة عليه.
وذكر الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس للشؤون الصحية، أنه لا وجود لأي فيروسات جديدة في مصر بخلاف ما يظهر كل عام، والطب الوقائي يتابع الوضع باستمرار.
وأشار تاج الدين، إلى أن كل الفيروسات لديها قابلية لحدوث تحورات منها ويتم التعامل معها، مشيرًا إلى أن الإنفلونزا الموسمية العادية بها تحورات كل عام تقريبا.
أي متحور يسيطر الآن؟
تحدث طفرات جينية أثناء تكاثر الفيروسات، وفيروس كورونا ليس استثناءً، وأطلق العلماء أسماء يونانية على المتحورات: ألفا، بيتا، غاما، دلتا، وأوميكرون.
في أواخر عام 2021، ظهر متحور أوميكرون، الذي انتشر بسرعة كبيرة، حيث أظهر معدل عدوى أعلى من المتحورات السابقة، لكنه سبب مرضًا أقل حدة في المتوسط، ربما بسبب تراكم المناعة من التطعيم والإصابات السابقة.
حاليًا، المتحور السائد في الولايات المتحدة يُعرف باسم XEC، ويمثل 45% من الحالات حسب مركز السيطرة على الأمراض، ويُتوقع أن تكون الأدوية المتاحة والجرعات المعززة فعالة ضد هذا المتحور.
ماذا عن اللقاحات؟
بعد أقل من عام بعد التعرف على فيروس كورونا، أتيح لقاحا فايزر وموديرنا، ما ساعد في تسريع العودة للحياة الطبيعية.
اليوم، هناك لقاحات تقليدية مثل نوفافاكس، ولقاحات أخرى متاحة في بعض الدول.
ورغم أن توفير اللقاحات للدول الفقيرة كان بطيئًا، إلا أن منظمة الصحة العالمية تُقدّر توزيع أكثر من 13 مليار جرعة عالميًا منذ عام 2021.
ورغم فعاليتها العالية في منع الأمراض الخطيرة والوفيات، فإن الحماية ضد الإصابات الخفيفة تتراجع مع مرور الوقت، مما يجعل الحاجة إلى تحديثها دوريًا أمرًا ضروريًا.
وتُجرى الآن أبحاث لتطوير لقاحات الجيل التالي، مثل اللقاحات الأنفية التي قد توفر حماية أفضل.
من أين جاء فيروس كورونا؟
يُعتقد أن السيناريو الأكثر احتمالًا هو أن الفيروس نشأ في الخفافيش، مثل العديد من الفيروسات التاجية، ومن المحتمل أنه انتقل إلى نوع آخر من الحيوانات مثل كلاب الراكون أو قطط الزباد أو الجرذان الخيزرانية، ومن ثم وصل إلى البشر الذين تعاملوا مع هذه الحيوانات في سوق ووهان، حيث ظهرت أولى الحالات البشرية في نوفمبر 2019.
هذا المسار معروف لتفشي الأمراض، وربما تسبب في انتشار وباء سابق لفيروس مشابه يُعرف بـ SARS، لكن هذه النظرية لم تثبت بالنسبة لكوفيد-19.
ومع وجود مختبرات أبحاث في ووهان تدرس فيروسات كورونا، يدور جدل حول احتمال تسرب الفيروس منها، وقد تبقى الحقيقة حول أصل الفيروس مجهولة لسنوات، إن لم تكن للأبد.
يُرجح أن يكون فيروس كورونا حصد أرواح 20 مليون مواطن، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الدول الأعضاء أبلغت عن أكثر من 7 ملايين وفاة، لكن العدد الحقيقي يُقدر بثلاثة أضعاف هذا الرقم.
في الولايات المتحدة، يموت حوالي 900 شخص أسبوعيًا بسبب كوفيد-19، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويظل كبار السن الأكثر عرضة للخطر، حيث شكّل من هم بعمر 75 عامًا فأكثر نصف حالات دخول المستشفيات والوفيات خلال الشتاء الماضي.
ولا يزال الملايين يعانون من تأثيرات طويلة الأمد نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وهي حالة تشمل أعراض: الإرهاق، وضبابية الدماغ، والألم، والمشاكل القلبية، وقد تستمر لشهور أو سنوات.
ولا يعرف الأطباء سبب حدوث هذه الحالة - التي تعرف باسم كوفيد طويل الأمد - للبعض دون الآخرين، ويمكن أن تظهر بعد حالات خفيفة من المرض وفي أي عمر ، ولا يزال البحث جاريًا لفهم الأسباب وتطوير علاجات فعّالة.