السميعة بين المصري والإيجيبشيان.. أغاني مصر بين الطرب والمواوويل

حفلة
حفلة

"أنا من أيجيبت وأنت من مصر".. أصبحت هذه الجملة لغة حوار الكثير من الشعب المصري، بعد التطورات والاختلافات التي طرقت على المجتمع خلال السنوات الأخيرة، و قسمته إلى فئات ومجتمعات مختلفة الأهواء والقناعات والثقافات بشكل كبير.

كان المجتمع المصري قديما كتلة واحدة من أقصى الشمال إلى أدنى الجنوب، في الثقافة، فتجد الجميع يتجمع حول الراديو ينتظر الجديد بحفلة الست أم كلثوم، أو الأغنية الجديدة لعبد الحليم حافظ.

لكن حاليا أصبح "السميعة" ثقافتهم تختلف طبقا للطبقة الاجتماعية التي ينتمون لها، والمكان الذي يعيشون به.

جمهور إيجيب بيسمع إيه؟

أصبحت مصر لها جمهور كبير يطلق عليه "إيجيبت"، وأغلبه من فئة الشباب دون الـ18 عاما وهم الفئة الأكثر اتجاها إلى سماع الأغاني.

ويتميز جمهور ايجيبت بعدد من السمات، وهي الاتجاه إلى سماع أغاني الراب أكثر من غيرها من نوعيات الأغاني المتواجدة في السوق الفني حاليا.

بالإضافة إلى الأغاني الأجنبية، ويرجع ذلك لأن اللغة الأساسية لجمهور ايجيبت هي الانجليزية وليست العربية، وبالتالي نجد إقبال كبير على سماع الأغاني الغير مصرية، وقد يعلمون المطربين المصريين من الأساس.

ونستشهد على ذلك بما قالته شيرين عبد الوهاب، في حلقتها مع الإعلامية إسعاد يونس، بأنه حين ذهبت إلى مدرستها بناتها وهي المدرسة المدرسة الإنجليزية، لم يتعرف عليها أحد من زملاء بناتها ولا أولياء الأمور بالأساس.

الساحل الشمالي واستكمال ايجيبت

خلال السنوات الأخيرة كانت هناك حفلات مختلفة في الساحل الشمالي، وانقسمت ما بين لأصحاب الطبقات المرتفعه ماديا،وما يجوز حضورها لأصحاب الطبقة المتوسطة.

فكانت هناك حفلات الهضبة عمرو دياب والتي تقام على الشاطئ وتكون لها اشتراطات خاصة، وأسعار الترابيزة الواحدة بها يتخطى الـ 100 ألف جنيه.

وهناك أيضا حفلات محمد رمضان وروبي وغيرهما العديد من المطربين ولكن بأسعار مرتفعة.

أما مهرجان العملين والذي بدأ في توفير حفلات للسميعة في فصول الصيف تناسب العديد من طبقات المجتمع المصري، وتم استضافة العديد من النجوم بها كان منهم أنغام، وتامر حسني، حمزة نمرة، أمير عيد وغيرهم بالإضافة إلى نجوم شعبيين مثل حكيم ورضا البحراوي.

أهل الصعيد والاختلاف الفلكلوري

تأتي ثقافة أهل الصعيد مغايرة تماما لأهل المدن، وذلك لاتجاههم إلى الأغاني الفلكلورية دون غيرها، أي كان تصنيفها والذي يقع ما بين "المواويل القديمة" والمتمثلة في محمد طه،قديما وما يشبهه حاليا مثل رجب السوهاجي، والذي أعاد السيرة الهلالية حديثا، وحجازي متقال وغيرهم.

أما الجانب الآخر من السمعية فيكون من مريدي سماع الذكر والإنشاد الديني، متمثلا في ياسين التهامي و نجله محمود التهامي وأمين الدشناوي وهم من يقومون بإحياء حفلات إما بمناسبات دينية كالموالد المتمثلة في موالد السيد البدوي، الرفاعي، إبراهيم الدسوقي، وعبد الرحيم القنائي والحسن الشاذلي وغيرهم.

 

وتعج هذه الحفلات بالجماهير من الصعايدة وأصحاب الطبقة الثقافية الناشئة على حب الذكر والابتهالات الدينية، وهي ما تقدمه هذه الفئة من المطربين الدينيين.

أصحاب المناطق الشعبية والطبقة المتوسطة

أصبحت أغاني المهرجانات هي الأكثر استماعا لأبناء الطبقة المتوسطة،  وذلك بما تحتوي عليه من ارتفاع لمعدل الأنا، والقدرة على تنفيذ الأحلام التي لا يمكن تحقيقها بالواقع.

وبناء على ذلك وصل عصام صاصا إلى الأعلى استماعا في مصر لعام 2024، ولم يكن هذا هو عامه الأول، بالإضافة إلى غيره من نجوم المهرجانات والذين استطاعوا أن يحققوا مشاهدات بالملايين للأغنيات الخاصة بهم والذين قد لا يكونوا مشهورين لعامة الشعب ولكنهم أصحاب تريند على منصات مختلفة مثل التيك توك.

مطربو الوجه البحري

يختلف مطربين الوجه البحري وكذلك السميعة، فنجد الشباب منهم مثل باقي شباب مصر، المستمعين إلى ما يناسب أجيالهم، ولكن السمعية ممن تخطوا سن الشباب يكون لهم أذواق مختلفة من أهل كل قرية، وقد تجد مطربة ليس لها جمهور في مصر وصاحبة حجاب ولكنها الألفة في المحافظة الخاصة بها، مثل المطربة ياسمين في المنصورة، والأسمر في طنطا وغيرهم الكثيرين.

تم نسخ الرابط