ما الذي أشعل حرائق لوس أنجلوس؟

حرائق لوس أنجلوس-
حرائق لوس أنجلوس- كاليفورنيا

في حين تعاني مدينة لوس أنجلوس من الخسائر المذهلة التي سببتها حرائق الغابات، فإن سؤالًا واحدًا يحمل عواقب اقتصادية ومالية وسياسية عميقة: ما الذي أشعل الحرائق؟

التهمت حرائق باليساديس وإيتون أكثر من 12 ألف مبنى، وقتلت ما لا يقل عن 25 شخصًا، ومن المتوقع أن تكون الحرائق الأكثر تكلفة في تاريخ أمريكا، حيث تتراوح التقديرات بين 50 مليار دولار إلى 150 مليار دولار.

وفي ظل صدمة سكان لوس أنجلوس من الدمار الهائل الناجم عن هذه العواصف النارية، يبدأ المحققون عملهم لتحديد أصل وأسباب الحرائق المدمرة، وهي عملية من المتوقع أن تستغرق شهورًا، وربما أكثر، حيث يتم فحص العديد من العوامل المحتملة.

السكان يتبادلون الملاحظات حول ما شاهدوه في التلال القريبة قبل اندلاع الحرائق، وشركات المرافق تفحص الأعطال المحتملة في معداتها، والسياسيون يتقاذفون المسؤوليات والاتهامات، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي يتبادلون مقاطع فيديو وأدلة مزعومة.

وتُعتبر الحرائق التي اجتاحت لوس أنجلوس في الأيام الأخيرة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ الولايات المتحدة، ويرجح أن إعادة بناء المنطقة سيحتاج سنوات طويلة.

بينما يحاول المسؤولون تحديد سبب الحريق الذي دمر منطقة ألتادينا وما حولها، يدرس المحققون منطقة برج الكهرباء في وادي إيتون كمصدر محتمل للكارثة.

التلال التي كانت خضراء، احترقت بالكامل بفعل النيران التي انتشرت عبر رياح قوية من المساحات المفتوحة إلى قلب المجتمعات السكنية.

وفي التفاصيل، أظهرت صور ومقاطع فيديو التُقطت في وقت مبكر من السكان ما بدا أنه أول ألسنة اللهب من حريق إيتون القاتل حول برج نقل الكهرباء. 

تحقيق مغلق وموقع محظور

شهدت منطقة برج الكهرباء في وادي إيتون، التي تقع خارج نطاق وسائل الإعلام والمرافق وإدارات الإطفاء، حركة مستمرة للمحققين.

ووفق إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، لا يُسمح لأحد بالتواجد هناك سوى المحققين فقط، باعتبار أن هذا الموقع جزء من تحقيق جارٍ حول مصدر حريق إيتون.

وفي الأثناء، انتقد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، السلطات في لوس أنجليس، واتهم السياسيين هناك بعدم الكفاءة، لاستمرار اشتعال الحرائق حتى الآن، دون حل لإخمادها.

جولة أخرى من الرياح القوية 

تأتي انتقادات ترامب بعد تحذيرات من خطورة الوضع بسبب نشاط الرياح المتوقع أن تشتد مجدداً ليلاً، مما يزيد من احتمالات اندلاع حرائق متفجرة في جميع أنحاء مقاطعة لوس أنجلوس هذا الأسبوع.

ويتوقع أن تهب رياح تتراوح سرعتها بين 50 و65 ميلا في الساعة اليوم الاثنين، مع وصول أقوى الرياح قبل فجر يوم الثلاثاء، وبلوغ ذروتها يوم الأربعاء، حسب هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية.

وبعد يوم من تحقيق بعض التقدم في احتواء حرائق إيتون وباليساديس، تستعد فرق الإطفاء لعدة أيام من الرياح القوية التي قد تهدد مجتمعات جديدة، وتعيق الجهود المبذولة لاحتواء العواصف النارية. 

خريطة حرائق الغابات في كاليفورنيا

وحسب إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، فإن هناك أربعة حرائق نشطة في لوس أنجلوس، ولا تزال تنتشر، وسط مخاوف من ظروفًا جوية حرجة للغاية حتى الأربعاء.

حريق باليساديس

أحرق 23713 فدانًا والعديد من المنازل والشركات والمعالم في باسيفيك باليساديس وغربًا على طول طريق ساحل المحيط الهادئ، باتجاه ماليبو، وبحلول أواخر يوم الأحد، تم احتواء الحريق بنسبة 13%.

وصدرت أوامر أو تحذيرات بإخلاء أجزاء عديدة من باسيفيك باليساديس وماليبو وسانتا مونيكا وكالاباساس وبرينتوود وإينسينو، ولا يزال أكثر من 12 ألف مبنى مهددًا، ويقدر المسؤولون أن أكثر من 5300 مبنى، بما في ذلك العديد من المنازل، تضررت أو دمرت.

حريق إيتون

أحرق 14117 فدانًا والعديد من المباني في ألتادينا وباسادينا، صدرت أوامر إخلاء إضافية بعد ظهر يوم الخميس، عندما تصاعد الحريق باتجاه جبل ويلسون، ولكن تم رفع عمليات الإخلاء الإلزامية الأخرى، حيث أخطر مسؤولو المدينة السكان في جلينوكس كانيون وتشيفي تشيس كانيون أنه من الآمن العودة إلى منازلهم. 

حتى الساعة 8 مساءً يوم الأحد، ظل حريق إيتون محتويًا بنسبة 27%، ويقدر المسؤولون أن أكثر من 7000 مبنى احترق في الحريق.

حريق هيرست

أحرق 779 فدانًا في المنطقة المحيطة بسيلمار، وتم رفع أوامر الإخلاء اعتبارًا من ليلة الأحد، ووفقا لإدارة الإطفاء في كاليفورنيا تم احتواء الحريق بنسبة 89%.

حريق كينيث

اندلع هذا الحريق يوم الخميس على حدود مقاطعتي لوس أنجليس وفينتورا، ويغطي حتى الآن أكثر من 1050 فداناً، ويقول المسؤولون إن تقدمه توقف وتم احتواؤه بنسبة 80% ولم يلحق أي ضرر أو تدمير بالمباني.

تم نسخ الرابط