من مدرسة البوليس إلى أكاديمية الشرطة.. رحلة عطاء عمرها 128 عاما

منذ 128 عامًا، وضعت مصر اللبنة الأولى لتدريس العلوم الشرطية، لتكون مصر كعهدها سباقة في تأسيس أول مؤسسة من نوعها بالشرق الأوسط مختصة بتخريج ضباط البوليس، لتكون بمثابة نواة لأكاديمية الشرطة بشكلها الحالي، وما وصلت إليه التكنولوجيا المتطورة في العلوم الشرطية الحالية.

وكانت حينها أول مدارس إعداد ضباط الشرطة من خلال عنبر صغير في منطقة ثكنات عابدين، حيث اختبر للالتحاق بها حينها 16 طالبا من طلبة المدارس الابتدائية، وكانت مدة الدراسة حينها 5 أشهر يتلقون خلالها التدريبات العسكرية.

عرفت مصر أول مدرسة للعلوم الشرطية عام 1896، إذ جرى من خلالها إعداد وتأهيل الضباط، وكانت عبارة عن عنبر بمنطقة ثكنات عابدين، وبدأت نواة أول مدرسة للبوليس بـ 16 طالبا من طلبة المدارس الابتدائية، على أن تكون مدة الدراسة 5 أشهر يتلقون خلالها التدريبات العسكرية ليتم بعدها زيادة مدة الدراسة إلى عام و 5 أشهر نتيجة لزيادة المواد الدراسية.

اقرأ أيضا..

شهداء الواجب.. أبطال سطروا أسمائهم في سجل البطولات وضحوا بأرواحهم فداء للوطن

بعد مرور 3 سنوات، وفي 1899 جرى نقل مدرسة البوليس من ثكنات عابدين إلى إدارة أسلحة ومهمات البوليس بمنطقة بولاق، مع تخصيص جناح مكون من عنبرين لتناول الطعام والنوم، مع تغيير المسمى من مدرسة البوليس، إلى  «أساس البوليس»، على أن يكون الالتحاق بها بعد الحصول على الشهادة الابتدائية، وفي العام 1901 تم إقرار 30 جنيها كمصروفات دراسية للمدرسة.

زادت مدة الدراسة للمرة الثانية عام 1904 لتصبح عامين بدلا من عام و 5 أشهر، على أن يمنح خريج الشرطة الحاصل على شهادة البكالوريا على رتبة الملازم أول، بينما يمنح الحاصل على شهادة الابتدائية أو الكفاءة على رتبة ملازم ثان، ليتم نقل الدراسة إلى القلعة، ومنها إلى سراي شريف باشا في 1906.

إنشاء كلية الشرطة 

في بداية أربعينات القرن الماضي، جرى تحويل مدرسة البوليس إلى كلية الشرطة، لتأخذ الدراسة الشرطية منحنى جديد، إذ شهدت كثير من التغييرات، خاصة على مستوى شروط القبول، ففي العام 1959 صدر القانون رقم 238 لسنة 1959 بمناسبة الوحدة مع سوريا.

اقرأ أيضا..

معركة البسالة والتضحية.. ضباط الشرطة يسطرون ملحمة في مواجهة مدافع الإنجليز

جرى منح وزير الداخلية سلطة الاستثناء من شرط القبول والسن المحددين لدخول الكلية للسماح بقبول الطلبة السورين، مع منح مجلس الكلية صلاحية إنشاء دراسات بوليسية خاصة ببرامج معينة، كما صدر الأمر العمومى رقم 43 في 29 أكتوبر من العام نفسه من وزارة الداخلية بشأن البناء التنظيمى للكلية.

أكاديمية الشرطة تظهر للنور 

شهد العام 1975 إنشاء أكاديمية الشرطة، وضمت كلية الشرطة وكلية الدراسات العليا ومدرسة تدريب كلاب الحراسة وكلية التدريب والتنمية ومعهد بحوث الشرطة، لتحصل في 2010 على المستوى الثالث عالميا من حيث الترتيب العلمي والتدريبي ومنشآتها والأولى من حيث المساحة وعنصرها البشري.

واستمرت أكاديمية الشرطة في تقديم رسالتها لتخريج ضباط قادرين على مجابهة الصعاب، باستخدام أحداث الوسائل التكنولوجية متسلحين بالعلم والمعرفة، وتعد الأكاديمية قِبلة للطلاب العرب والأفارقة الذين يتجهون إليها ليعودا إلى بلادهم محملين بعلم غزير.