عيد الشرطة الـ73
معركة البسالة والتضحية.. ضباط الشرطة يسطرون ملحمة في مواجهة مدافع الإنجليز
سجل التاريخ يوم 25 يناير 1952 بحروف من نور، إذ كان شاهدا على بطولة وتضحية ووفاء واستبسال المصريين في سبيل الحرية والكرامة، حيث سطر في هذا اليوم ضباط الشرطة المصرية، المعروفة وقتها بـ«بلوكات النظام»، واحدة من أعظم المعارك في التاريخ المصري، حينما صمدوا بأسلحتهم الخفيفة أمام قوات الاحتلال الإنجليزي بمدافعها ورشاشاتها الثقيلة، ليسقط 58 شهيدًا و80 مصابًا في معركة الشرف، لذا يجري الاحتفال بـ عيد الشرطة في هذا اليوم من كل عام.
جاءت معركة الإسماعيلية بعد فترة من التوتر بين مصر وبريطانيا، بعد استجابة حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشا لمطالب الشعب، وقررت إلغاء معاهدة 1936، أما مجلس النواب في يوم 8 أكتوبر 1952 التي كانت تفرض على مصر الدفاع عن المصالح البريطانية، أضف إلى ذلك قيام الفدائيين المصريين باستهداف معسكرات الإنجليز وقواتهم.
الإنجليز يهددون باحتلال القاهرة
الأعمال الفدائية ضد الإنجليز، كبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ما دفعهم إلى التهديد باحتلال القاهرة في حال لم يتوقف الفدائيون عن تنفيذ عمليات ضد المعسكرات والمصالح الخاصة بإنجلترا.
اقرأ أيضا..
شهامة وإنسانية.. ضابط شرطة ينقذ متهمين من الغرق وآخر يسدد ثمن علاج مريض
التهديدات لم تلقى صدًا عند المصريين، حتى أن بعض العمال الوطنيين تركوا العمل في معسكرات الإنجليز والتحقوا بالعمل الفدائي، ما تسبب في غضب إنجلترا، وفي صبيحة الجمعة 25 يناير عام 1952، جرى استدعاء ضابط الاتصال المصري بمعرفة القائد البريطاني لمنطقة القناة البريجادير أكسهام، حيث جرى تسليمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية، أسلحتها للقوات البريطانية، على أن ترحل عن مبنى المحافظة ومنطقة القناة بعد ذلك وتنسحب إلى القاهرة.
الشرطة المصرية تتحدى الإنذار الإنجليزي
أيقن الضباط المصريين، أن الإنجليز أصبحوا على علم بأن الفدائيين يعملون تحت مظلة الشرطة، وأنهم سعوا لكشف أي غطاء أمني لينفردوا بالمدنيين وحدهم، فرفضوا تسليم أسلحتهم وتمسكوا بمواقعهم في مبنى المحافظة.
أثار موقف الشرطة المصرية غضب القائد الإنجليزي، فأمر بتطويق مبنى المحافظة ومحاصرته، وقام الإنجليز بإمطار المبنى بمدافع السنتوريون من عيار 25 رطلًا، وقام النقيب مصطفى رفعت بالرد على إنذار الإنجليز بمقولته الخالدة: «لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة»، ولمدة 6 ساعات ظلت المدافع تقصف كل شبر بالمبنى الذي كان يحوي ثكنات الجنود، ليواجه الضباط والعساكر بأسلحتهم القديمة المتهالكة، قوات إنجليزية تتخطى الـ7 آلاف جندي بأسلحة متطورة وثقيلة.
استشهاد 58 شرطيًا في معركة الكرامة
نفدت الذخيرة، وانقشع غبار المعركة، مخلفة ورائها 58 شهيدًا و 80 مصابًا من القوات المصرية، و13 قتيلًا و12 مصابًا في صفوف الإنجليز، ونظرا لما سطره الجنود من بسالة وتضحية، أصدر القائد الإنجليزي تعليمات لقواته بتأدية التحية للجنود المصريين في أثناء خروجهم من مبنى المحافظة، لما أظهروه من شجاعة أمام كل هذا العدد والعتاد.
اقرأ أيضا..
آخر نقطة على الحدود المصرية السودانية.. معبر رأس حدربة شريان حياة الجنوب
ولهذا وفي كل عام تحتفل مصر، بيوم 25 يناير، تكريما لأرواح أبطالها الذين فقدوا أرواحهم في هذه المعركة الباسلة، وتأكيدًا على عقيدة الشرطة المصرية، ببذل الغالي والنفيس فداء للوطن وأمن المواطن.