كيف تحولت قصة زواج موسيقار الأجيال إلى صراع بين المخابرات السورية والأردنية؟
نهلة القدسي كلمة السر.. نقلتها المخابرات السورية سرًا من الأردن إلى دمشق
حصلت على جنسيتها المسحوبة وقسيمة طلاقها في 20 يومًا وسافرت للقاهرة
تزوجت محمد عبدالوهاب بعد انفصالها عن زوجها وزير الخارجية الأردني
الحب والحرب وجهان لعملة واحدة، وخير شاهد على هذا قصة حب موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وزوجته نهلة القدسي، التي كانت بمثابة صراع بين اثنين من أجهزة المخابرات العربية، وفي النهاية كان الرابح هو عبدالوهاب وزوجته، اللذين عاشا معا حتى النهاية.
حياة عاطفية غير مستقرة شابتها الكثير من التموجات، وبين الصعود والهبوط كان الموسيقار محمد عبدالوهاب يعيش لحظته ويحرص على الاستمتاع بها أيا كانت طبيعتها، ولمن لا يعرف فقد تزوج عبدالوهاب 3 مرات وأنجب 5 أبناء، وتعد قصة زواجه الأخيرة هي الأكثر تأثيرا في حياته بل وهي الأكثر صعوبة.
زيجات محمد عبدالوهاب
في بداية حياته تزوج موسيقار الأجيال من سيدة ثرية تدعى زبيدة الحكيم، والتي كانت تكبره بقرابة 10 سنوات، لذا لم يشعر معها النجم بالسعادة الزوجية التي كان ينشدها بل عمل على مساعدتها على تربية ابنها من زوجها الأول، إلا أنها كانت دائمة الغيرة عليه كونه أصغر منها سنا وكذا باعتباره نجما في وقته، وحوله كثير من المعجبات، لذا كانت حياته مليئة بالمشاحنات الزوجية.
من الثراء الفاحش إلى الشارع.. نجوم ومشاهير أعلنوا إفلاسهم
في الوقت ذاته وخلال فترة زواجه بزبيدة، وفي أُثناء ذهابه لمصيف رأس البر شاهد زوجته الثانية إقبال نصار، التي خطفت قلبه من اللحظة الأولى إلا أن شقيقها حاول أكثر من مرة إفساد علاقة الحب بينهما خوفا على شقيقته من أن تعيش حياة تعيسة مع عبدالوهاب بسبب حياته الفنية.
لكنه في النهاية اضطر للاستسلام أمام إصرارها وحبهما، لتتم الزيجة ويعيش الثنائي 15 عاما سويا، لكن في النهاية وقع الطلاق بينهما، بينما ظلت علاقته بأبنائه الخمسة من إقبال قوية، إذ كان حريصًا على جمعهم سويا كل أسبوع.
الموسيقار يقابل حب حياته
قرر عبدالوهاب عدم التفكير في الزواج مرة أخرى، ومضت 3 سنوات اعتزل فيها الحب، لكنه في النهاية لم يستطع الفرار منه، حيث كان عام 1957 بمثابة عام الحظ بالنسبة لموسيقار الأجيال، إذ قابل حب حياته.
لعبت الصدفة دورا غريبًا في قصة الحب المثيرة، التي تعد من قبيل المغامرة، إذ كانت محفوفة بالمخاطر والصعوبات وكذا التحديات، وشاء القدر أن يصل عبدالوهاب إلى بيروت في الوقت ذاته الذي كان حطت فيه طائرة عبدالمنعم الرفاعي وزير الخارجية الأردني حينها، وزوجته نهلة القدسي الأراضي اللبنانية.
وبينما كان النجم عبدالوهاب في فندق البريستول، ألحت صديقات نهلة القدسي عليها في الذهاب لرؤية محمد عبدالوهاب، وجرى إقناعها بصعوبة بالغة، لتستسلم في النهاية إليهن، وذهبت معهن إليه، وجذبت نظارتها السوداء الكبيرة التي كانت تضعها كي لا يتعرف عليها أحد عبدالوهاب، وكانت سببا في وقوع مشادة صغيرة بينهما، ما زاد من إعجابه بها.
وقع الثنائي في الحب لكن زواجها كان بمثابة حائط فولاذ أمام هذه القصة الملتهبة، وزاد من صعوبة الأمر أنه جرى تجريدها من جنسيتها السورية، ولم يعد أمامها حل غير البقاء مع زوجها السياسي الأردني، الذي رفض طلبها الطلاق منها أكثر من مرة.
نهلة القدسي تطلب التدخل السوري
بعدها بعام وتحديدا في مارس 1958، التقت نهلة القدسي بالسياسي والمفكر ووزير المعارف السوري محمد كرد علي، وطلبت منه ضرورة التدخل والوساطة لحصولها على الطلاق من زوجها السياسي الأردني، وأخبرته بعناده ورفضه تحقيق أمنيتها.
اقرأ أيضا..
حنين حسام ومودة الأدهم.. نجوم التيك توك من الشهرة إلى البرش
وعدها الوزير بالتدخل، وكان على معرفة بأحد ضباط الاستخبارات في المكتب الثاني، فعرض عليه موضوع القدسي، وطلب منه مساعدتها للطلاق من الرفاعي، خاصة وأنها في الأصل سورية.
المخابرات السورية تدخل على الخط
كانت الأجواء في هذا الوقت مناسبة تماما، إذ كانت هناك بعض الخلافات بين سوريا والأردن، بعد القبض على عملاء أردنيين داخل سوريا حاولوا تنفيذ عمليات اغتيال بحق أكرم الحوراني وزير الدفاع، نائب الرئيس السوري وقتها، وصلاح البيطار رئيس الوزراء، ما حدا بالمخابرات السورية للتدخل وأخذ الأمر على عاتقها.
في العام ذاته، تمكنت المخابرات السورية من نقل نهلة القدسي إلى دمشق، وحجزت لها بفندق سمراميس، وأعادت لها جنسيتها السورية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جرى توكيل محامي لرفع دعوى أمام المحكمة الشرعية في سوريا لطلب التفريق بين نهلة وزوجها وزير الخارجية الأردني.
نهلة القدسي تطلب الطلاق
لم تمر 20 يوما على رفع دعوى التفريق، حتى حصلت نهلة القدسي على حكم بالطلاق من المحكمة الشرعية بدمشق بينما كان ينتظر محمد عبدالوهاب على أحر من الجمر في فندق بلودان بسوريا، حيث حزما أمتعتهما وتوجها إلى القاهرة حيث جرى عقد قرانهما.
عاش الثنائي سويا في سعادة، ووصف عبدالوهاب زيجاته الثلاثة بقوله: أحسست أني مع الأولى كنت ابن، والثانية كنت أب، ومع الثالثة كنت زوج.