"ضيعوا عمري بسبب شائعة".. أقوال ضحية الحبس 6 سنوات بالبدرشين
وسط ممر طويل داخل مقر نيابة جنوب الجيزة، جلست "بدرية" على كرسي خشبي تنتظر لحظة دخولها للإدلاء بأقوالها أمام وكيل النيابة، لتروي تفاصيل معاناتها خلال 6 سنوات من الحبس داخل غرفة مظلمة على يد شقيقها واثنين من أبناء عمومتها في منطقة البدرشين.
حبس فتاة لسنوات داخل غرفة مظلمة في البدرشين
بصوت مملوء بالحزن والحسرة على السنوات التي قضتها بين جدران الغرفة المظلمة، وقفت الفتاة، صاحبة الـ25 عاما، أمام النيابة لتروي تفاصيل مأساتها.
قالت بدرية: "أنا بدرية، اللي قالوا عليها مجنونة وكذبوا على المباحث عشان يطلعوا براءة، أنا بقيت فعلاً مريضة، بس ده بسبب ظلمهم ليا، المتهمين قيدوني بالسلاسل لمدة ما كنتش عارفة هي قد إيه، ومنعوا عني كل وسائل الاتصال بالناس، فبقيت مش عارفة الزمن ولا المكان اللي أنا فيه؛ كنت بعيش كأني في عالم تاني، مش عارفة إحنا في سنة كام، وآخر حاجة فاكرها وفاة أبويا، وبعدها حبسوني من 2019 لحد أول امبارح لما خرجت".
وتابعت: "أخويا وأعمامي استغلوا موت أبويا وقاموا بحبسي، وقالوا إنهم عملوا كده عشان خايفين عليا، لكن ده كلام مش حقيقي؛ أنا كنت تعبانة زمان، لكن خفيت، ومكنتش ناوية أهرب منهم، هما صدقوا كلام طليقي لما قالهم إني مجنونة وههرب منهم وأجيب لهم العار".
وأضافت: "كنت أسمع صوت الآذان كل يوم، لكن ماكنتش أعرف الأيام؛ كانوا بيحطوا لي الأكل مرتين في اليوم، وأحيانًا مرة واحدة، طلبت منهم مرات كتير إني أروح أعيش مع أمي، لكنهم رفضوا، شقيقي كان بيقول لي: لو خرجتي من هنا هتموتي".
وأوضحت: "أنا مش عايزة أرجع البيت ده تاني، عايزة أعيش مع أمي لحد ما أموت؛ الناس دي ظلموني وضيعوا عمري وحياتي بسبب شائعة أطلقها طليقي".
ضبط المتهمين باحتجاز فتاة لمدة 6 سنوات بالبدرشين
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بلاغا من المقدم أحمد يحيى، رئيس مباحث قسم شرطة البدرشين، يفيد بقيام إحدى السيدات بالإبلاغ عن احتجاز ابنتها، البالغة من العمر 25 عاما، داخل غرفة مظلمة بمنزل عمها في نطاق القسم.
على الفور، تم عرض البلاغ على اللواء محمد الشرقاوي، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة، الذي وجه بسرعة الانتقال لفحص البلاغ والوقوف على ملابساته.
عند الانتقال والفحص، تبين العثور على "بدرية م" محتجزة داخل منزل عمها لمدة 6 سنوات، حيث تم تقييدها ومنعها من الخروج طوال تلك الفترة.
وتبين أن العم وآخرين قاموا بتقييدها داخل المنزل، حيث ربطوها بسلاسل حديدية مثبتة بلحام في حديد بالحائط في قدمها اليمنى.
وبعد إجراء التحريات، تبين أن الفتاة كانت محتجزة في هذه الغرفة لمدة 6 سنوات من قبل أشقاء والدها وأخيها غير الشقيق.
وعقب تقنين الإجراءات، نجحت الأجهزة الأمنية في ضبطهما، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
