تربط الأحياء الراقية بالتجارية
عمارة تيرنج وقصة حجرة المشنقة.. أول مول في مصر وشيدها معماري نمساوي
في قلب القاهرة، يقع واحد من أشهر وأقدم المباني التجارية في القاهرة، تزينه 4 تماثيل يحملون على عاقتهم كرة نحاسية على شكل الكرة الأرضية، بينما نسجت كثير من القصص حوله.. عمارة تيرنج درة مباني العاصمة في الماضي، الذي شيده المهندس ذاته المسئول عن تصميم عمارة الإيموبيليا الشهيرة التي سكنها النجوم لعقود.
تقع العمارة الشهيرة بميدان العتبة الخضراء كما كان يطلق عليه في الماضي، وهو مبنى ضخم يخطف الأنظار فور رؤيته بسبب تصميمه الفريد من نوعه، إذ توجد 3 مباني أخرى تحمل نفس التصميم في العالم بأكمله.
اقرأ أيضا..
أبرزهم عادل إمام ويوسف وهبي.. نجوم نجوا من الاغتيال بأعجوبة
عام 1881 كانت النمسا على موعد مع مولد المعماري كالشهير أوسكار هورويتز، وهو مهندس درس و جاء إلى القاهرة في الفترة 1913-1915 م، حيث طلب منه الخواجة فيكتور تيرنج أن يبني له مبنى يحاكي متاجر أوروبا، ليجري اختيار شارع الجوهري بمنطقة العتبة لتكون موقع المركز التجاري الجديد.
وكان السر وراء بناء المركز الجديد في العتبة نظرا لموقعها الرابط بين القاهرة القديمة والجديدة، حيث حي الموسكي شرقا والمباني الفخمة بحديقة الأزبكية غربا، والأبنية الفخمة التي أنشأها الخديوي إسماعيل وأوبرا القاهرة، ليتم الانتهاء من بناء عمارة تيرنج الذي أصبح أكبر مبنى تجاري متعدد الطوابق في القاهرة.
4 طوابق مليئة بالأزياء والعطور
تكون مبنى تيرنج من 4 طوابق فخمة تقدم كل شيء من حيث الأزياء و العطور الباريسية و الأقمشة الإنجليزية والمنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية.
وفي عام 1915 جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد جرى وضع شركة تيرنج والمبنى تحت إدارة كارلو ميناسس، تحت مسمى ممتلكات العدو، بسبب الحرب العالمية، وكان الجيش البريطاني في ذلك الوقت قد فرض الأحكام العرفية على جميع الممتلكات التى تعود للأجانب من بلد العدو، ليتم تم منح مبنى التيرنج ترخيصًا مشروطًا للتجارة في مصر مع الإمبراطورية البريطانية والحلفاء مع بريطانيا العظمى، إلا أن نقص مصادر الإمداد لمخازنها بسبب العزلة عن الإمبراطورية النمساوية، تم تصفية نشاط الشركة في عام 1920.
سحب الشركة من الملاك
تم سحب الشركة من أصحابها الأصليين في وقت كانت تجاوز منافسيها «شيكوريل، صيدناوي، عمرأفندي» فى أحدث المعروضات، وبعد ذلك تنقلت ملكية المكان بين عدد من المالكين وظل المبني على قيد الحياة محتفظا بعملائه القدامى واستمر التسوق به.
أسطورة المشنقة الموجودة بغرفة الكرة
بعد مرور أعوام وعقود تحول المبنى الفاخر إلى ورش صغيرة و محال تجارية وبعد ذلك لمخازن للبضائع لمجموعات كبيرة من المحال التجارية في منطقة العتبة والموسكي.
اقرأ أيضا..
الماجيك مشروم مخدر قاتل يشبه الفطر.. يدمر القلب ويهدد بغيبوبة مميتة
وبينما يعاني المبنى من الإهمال، جرى نسج العديد من الأساطير حول الغرفة الواقعة أسفل التماثيل الأربعة الحاملة للقبة النحاسية، إذ سرت شائعة بوجود مشنقة بها، بينما لم يتم التأكد من تلك المعلومة من عدمها، إلا أن أغلب من عمل بالمكان، أكدوا أنها لا تعدو كونها مجرد شائعة، لإخافة اللصوص وإبعادهم عن المحال التجارية.
أسباب عدم ترميم المبنى
بعض الأثريين أكدوا أن مبنى تيرنج لم تحدث به أعمال تجديد من قبل، وأرجعوا ذلك إلى صعوبة الوصول إلى المداخل بسبب الباعة الذين حولوا المبنى إلى مخازن وأكشاك، ما يجعل من الصعب بمكان وضع السقالات في مدخل المبنى الذي تحول إلى سوق للباعة الجائلين، بالإضافة إلى أن تكلفة تطويره باهظة، يصعب أن تتحملها محافظة القاهرة، باعتبارها حاضنة المبنى العريق.