مؤسس الفن الحكومي في مصر.. طلعت حرب لاعب السينما والمسرح المجهول

طلعت حرب
طلعت حرب

"إننا نعمل بقوة اعتقادية وهي أن السينما صرح عصري للتعليم لا غنى لمصر عن استخدامه في إرشاد سواد الناس"، كانت هذه هي كلمات مؤسس الاقتصاد المصري طلعت حرب، عن رؤيته للسينما والفنون بشكل عام.

ومع اعتبار طلعت حرب رجل اقتصاد وأيضًا رجل سينما من الطراز الأول للرعيل الأول من السينما المصرية، نرصد من خلال هذا التقرير خطوات هامة له في صناعة السينما المصرية.

بداية شركات الدولة الفنية 

بدأ طلعت حرب خطواته في التأسيس للفن الحكومي، بعد أن تخطت السينما المراحل البدائية لها في العشرينات على أيدي فناني مصر المؤسسين أمثال يوسف وهبي وغيره.

ومع بداية التخطيط للفن أنشأ شركة مصر للتمثيل، وكان ذلك عام 1925، وكان الغرض منها الإعلان عن أفكار الدولة الاقتصادية في ذلك الوقت وخروج إعلانات منها للبنك الذي أسسه"بنك مصر".

طبعت حرب
طبعت حرب

ولكن مع إدراكه لقيمة السينما قرر أن يخرج من رحمه أول ستديو مصري على أرض صلبه، بعد العديد من الاستديوهات الوليدة والصغيرة التي حاول الفنانين من خلالها السير على دروب الاستدويهات العالمية .

ليأتي "ستديو مصر" بأفكار طلعت حرب، الذي قام باستيراد أحدث الأجهزة والمعدات لتصوير أفلام السينما الحديثة داخل أروقته.

ونجح بالفعل أن يكون ستديو مصر هو أهم وأكبر ستديو مصري على مدار سنوات طويلة، ولكن لم يصل الاستديو إلى مبتغاه دون أن يُقرر إتباع باقي خطوات النهضة الفنية .

بعثات للخارج لتطوير الصناعة 

طلعت حرب اتسم باستكشافه للخطوات التي يريد المضي قدما تجاها بنفسه، وهو ما دفعه للصفر لدول أوروبا والتعرف على آليات التصوير والتقنيات المستخدمة هناك.

وعلى إثرها قرر  أن يرسل بعثات خارج مصر لدراسة فنون الإخراج والتصوير والتعرف على التقنيات العالمة واستخدامها بستديو مصر.

وجاءت أول بعثة مصرية سينمائية للخارج عام 1933 ضمت أحمد بدرخان وموريس كساب لدراسة الإخراج فى فرنسا، وكذلك محمد عبد العظيم وحسن مراد لدراسة التصوير في ألمانيا.

أحمد بدر خان
أحمد بدر خان

وتبعهم حسن مراد لدراسة فنون إعداد الجرائد السينمائية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وانضم إليهم بعد ذلك المصريون الذين يدرسون السينما بالخارج على نفقتهم الخاصة ومنهم نيازي مصطفى ومصطفى والي.

الترابط والبدء في العمل 

مع اطمئنان طلعت حرب لاستقبال مصر للبعثات التي تم إرسالها للخارج وتلقيها ما هو مناسب من تعليم وبدأ توافدهم إلى مصر ومع الانتهاء من انشاء ستديو مصر، وتحقق شروط طلعت حرب حينها للشركات التي تم شراء معدات التصوير منها.

وهي تدريب المصريين المؤهلين على العمل على تلك الأجهزة والمعدات دون الأجانب لكي يكون الاستديو خاص بأبناء الوطن والاستفادة منه تعود للوطن.

خرج أول فيلم للنور، وهو "وداد" من بطولة أم كلثوم وأحمد علام، وإخراج الألماني فريتز كرامب، وبالتعاون مع مساعدين مخرج مصريين.

ومنها تم انطلاق الاستديو لتصوير الأعمال به والتي كان منها، "سلامة في خير" لنيازي مصطفى، إلى "طار الليل" لعزالدين ذو الفقار، ومن "العزيمة" لكمال سليم، إلى "الصقر" لصلاح أبو سيف و"لحن الخلود" لهنري بركات، مروراً بأفلام استثنائية مثل "لاشين" لفريتز كرامب و"السوق السوداء" لكامل التلمساني و"النائب العام" لأحمد كامل مرسي.

شركة للمسرح .. الأزبكية 

قبل ابدء في خطوات السينما المصرية كان هنا المسرح وهو الأهم والأشهر في مصر منذ عام 1900، والسبب في ذلك بديعة مصابني مكشتفة المواهب على مسرحها.

مسرح الأزبكية
مسرح الأزبكية

وهو ما دفع طلعت حرب لإنشاء شركة ترقية التمثيل العربي، ليخرج منها مسرح الأزبكية الذي يقوم بعرض المسرحيات واستقبال النجوم للعرض على خشبته بدلا من الكازيونهات، ونجحت بعدها بالفعل فكرة المسرح .

 

تم نسخ الرابط